اتهم القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ووزير الدولة السابق محمد اليازغي، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ب"التملص" من واجبه في الدفاع عن مغربية الصحراء عندما قال في الحلسة الشهرية الأخيرة لمحلس النواب "إن الملف يدبره الملك". وأضاف اليازغي في محاضرة ألقاها ليلة الجمعة بمدينة سلا أن الحكومة المغربية مقصرة دبلوماسيا في قضية الصحراء، ناسبا كل ما تحقق من مكاسب في هذا الصدد إلى تجربة حكومة التناوب، ومؤكدا أن سحب دولة هايتي اعترافها بالجمهورية الوهمية كان بسبب اتصالاته الشخصية مع رئيس هايتي أثناء تمثيله للملك في إحدى اللقاءات الدولية عقب الزلزال المدمر الذي عرفته الدولة المذكورة سنة 2011. وقال اليازغي بعد أن سرد معطيات تاريخية تتعلق بقضية الصحراء منذ سبعينيات القرن الماضي، إن المغرب يتحمل مسؤولية الاعتراف بالبوليساريو كطرف في القضية في الوقت الذي تعتبر فيه الجزائر الكرف الرئيسي، مشيرا إلى أن الحزائر كانت ترعى وتتبع مجريات الأمور في الصحراء خلال فترة الاستعمار، متهما إياها بتصفية مؤسس البوليساريو مصطفى السيد في إعدى المعارك بنواكشوط الموريتانية. وأوضح القيادي الاتحادي في المحاضرة نفسها التي نظمتها جمعية اليقظة للتنمية، أن المغرب استطاع أن يحصن صحراءه عسكريا من خلال الجدار العازل، مبرزا أن من يدعو للحرب اليوم يدفع نفسه نحو الانتحار لا أقل ولا أكثر. وبيّن المتحدث أن المعركة حول الصحراء ستطول لسنوات مبديا في الوقت نفسه تفاؤله بخصوص الحسم فيها لصالح المغرب، غير أنه ربط الحل بمواصلة الإصلاحات السياسية في المغرب، معبرا في السياق نفسه عن اختلافه مع تدبير الحكومة للملف واختبائها خلف الملك. وتابع اليازغي انتقاده لتدبير الحكومة لملف الصحراء بقوله "قضية الصحراء قضية الجميع ويجب أن نكون مع الملك في صف واحد وليس خلفه"، داعيا كل الهيآت والتنظيمات إلى التفاعل مع القضية ومذكرا بما قال عنها مبادئ تاريخية لحزب الاتحاد الاشتراكي بخصوص القضية ورفضه منذ البداية لحل استفتاء سكان الصحراء وحدهم دون باقي المغاربة "لأن الصحراء ليست للصحراويين وحدهم".