لم يعد بعد إلى الرباط وفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي سافر إلى مدينة بوجدور في زيارة لاستطلاع حقيقة ادعاءات الانفصالية سلطانة خايا، التي اتخذت منها جبهة البوليساريو، في الفترة الأخيرة، ذريعة لمهاجمة المغرب في كواليس مجلس الأمن الدولي، حيث ينتظر أن يقدم الوفد تقريرا عن هذه الزيارة التي توقفت عند الأبواب المغلقة لمنزل الانفصالية المذكورة. وتفادت سلطانة لقاء موفدين من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، جاؤوا في زيارة سلمية، ورفضت رد تحية "السلام" عليهم، مقابل الإمعان في إلقاء خطابات مناصرة للجمهورية الوهمية من فوق سطح منزلها، كما رفضت لقاء الطبيبة التي جاءت لاستطلاع حالتها الصحية، وصحة ادعاءاتها. في المقابل، طالبت بحضور طبيبة من إسبانيا أو أمريكا اللاتينية، ورفضت كل مبادرات الحوار التي تقدم بها الوفد المذكور. كل من عبد الرفيع حمضي، والراغيب مراد، وعبد المجيد بلغزال، ورئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون توفيق البرديجي، بالإضافة إلى الطبيبة المتخصصة في الطب الشرعي آيت بوغيمة فضيلة، ظلوا واقفين أمام منزل سلطانة، حيث تم تصوريهم أمس الإثنين، وهم يحاولون إقناعها بجدية المبادرة التي تروم التأكد من مزاعمها إثر ادعاءات بشأن تعرضها لانتهاكات لحقوق الإنسان، لكنها فضلت عدم التجاوب، مقابل إلقاء خطاب من على السطح. وعن ظروف الزيارة، قال مصدر مطلع إنها تمت في أجواء يطبعها الهدوء، وإن الحي الذي تسكن فيه سلطانة تبدو فيه الأمور عادية، باستثناء الحالة المذكورة التي تواصل التظاهر باستهدافها من طرف قوات الأمن التي لم تكن بعين المكان. من جهته، أكد مصدر حقوقي، فضل عدم الكشف عن هويته، أن حالة سلطانة تطرح إشكالات عدة في ما يتعلق بصدق مزاعمها، حيث رفضت التجاوب مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، كما رفضت الاستجابة لاستدعاءات القضاء بعد إحالة ادعاءاتها على الوكيل العام للملك بالعيون. وقال: "هي تقول بأنها محاصرة، والواقع أن تصرفاتها تفرض تحديا كبيرا على رجال الأمن، المطالبين في الوقت نفسه بحمايتها، في مواجهة المواطنين الذين لا يقبلون استفزاز مشاعرهم من طرفها كل يوم بعبارات خادشة"، بتعبير المصدر المذكور. وتابع المتحدث لهسبريس بأن "الغاية من تصرفات المعنية بالأمر، هي محاولة إظهارها الحي كساحة حرب، وهذا الأمر لا يتطابق مع المعطيات على أرض الواقع، لأن الهدف الحقيقي هو كسب تعاطف المنظمات الدولية واستغلال القضية على المستوى الحقوقي". وكان مقطع فيديو قد انتشر على نطاق واسع لأعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان وهم يحاولون إقناع سلطانة بالنزول للاستماع إلى شهادتها، وكذا التأكد من مزاعم تعرضها للتعذيب، غير أنها رفضت كل مبادرات الحوار، واكتفت بترديد عبارات مشينة في حق المغاربة وهي تمجد الجبهة الانفصالية التي تنتمي إليها. وسبق أن تورطت سلطانة في الترويج لصور أطفال غزة باعتبارهم ضحايا للمغرب، كما سبق أن نبه سفير المغرب الدائم في الأممالمتحدة عمر هلال إلى خطورتها، متسائلا في رسالة بعثها إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن بمناسبة فضحه لتلاعبات البوليساريو: "في ما يتعلق بالمدعوة سلطانة خيا، على وجه الخصوص، يجدر التساؤل منذ متى كان نشطاء حقوق الإنسان يرتدون زيا عسكريا ويحملون بندقية كلاشينكوف؟". وأرفق هلال هذا التعليق بصورة لسلطانة تؤكد الواقعة، معتبرا أن "هذه المرأة ليست مطلقا مناضلة حقوقية سلمية، وإنما هي ناشطة ضمن الجماعة الانفصالية المسلحة (البوليساريو) وشاركت في عدة دورات وتدريبات عسكرية في مخيمات تندوف بالجزائر، ودعت وما زالت تحرض على العنف المسلح ضد المدنيين في الصحراء المغربية"، بتعبير هلال في الرسالة التي تعود إلى نونبر الماضي.