واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس اهتمامها بالقمة العربية الإفريقية الثالثة التي أنهت اشغالها أمس في الكويت، إضافة إلى اهتمامها بموضوع القضية الفلسطينية والأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية. ففي مصر، ركزت الصحف على الهجوم الانتحاري، بواسطة سيارة مفخخة، الذي استهدف أمس حافلة لنقل الجنود في سيناء، حيث كتبت صحيفة "الأخبار"، في مقال بعنوان" السيارات المفخخة .. أحدث طريقة لقتل المصريين"، أن المصريين لم يعتادوا على مشاهدة سلاح السيارات المفخخة في العمليات الإرهابية إلا عبر شاشات التلفزيون في العراق وأفغانستان والصومال ودول أخرى، لكن في الآونة الأخيرة بدأ هذا "الشيطان المدمر" يعرف طريقه إلى شوارع مصر، خاصة حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية. وأضافت "الأخبار" أن سلسلة المحاولات الإرهابية أثارت الرعب في القلوب، وجعلت كل مصري غيور على أمن وسلامة هذا الوطن يدق ناقوس الخطر، ويبحث عن السبيل الناجع لمواجهة الإرهاب. وبخصوص القمة العربية الإفريقية الثالثة، أشارت الجريدة إلى انتهاء"ماراثون" القمة الثالثة أمس، والذي عقد على مدار اليومين، وتجديد القادة في "إعلان الكويت" الصادر في ختام اشغال القمة التأكيد على الالتزام بالمبادئ والأهداف المشتركة المنصوص عليها في القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي وميثاق الجامعة العربية، وبتعزيز مبادئ القانون الدولي، وميثاق الأممالمتحدة. ومن جانبها، أبرزت صحيفة "الأهرام" أن البيان الختامي للقمة العربية الإفريقية الثالثة شدد على الأهمية القصوى للشراكة الإقتصادية والاستثمارية بين الدول العربية والإفريقية، مضيفة أن البيان، الذي تبلور في 29 قرارا، اقتصر على إرساء التعاون الاستراتيجي الداعم لاستقرار وأمن المجموعتين. واهتمت الصحف القطرية بدورها بالقمة العربية الأفريقية، إذ لاحظت صحيفة "الشرق" ، في قراءتها للبيان الختامي للقمة، أن هذا الاخير "حث على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين البلدان الافريقية والعربية من خلال المشاورات المنتظمة بين البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، مستهدفا تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان العربية والافريقية لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك تجريم دفع الفدية للارهابيين، والتصدي للجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وتقديم المزيد من الدعم للجهود الدولية". وبخصوص الوضع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، سجلت صحيفة (الراية) أن"التهويد الزمني للمسجد الأقصى قد وقع بالفعل. وأن هذا التهويد يكاد يتكرس ويصبح واقعا في ظل صمت عربي وإسلامي مستغرب، وفي ظل مواصلة السلطة الفلسطينية لمفاوضات السلام مع حكومة الاحتلال التي ثبت أنها مضيعة للوقت، وأن الاحتلال الإسرائيلي يستغلها من أجل استكمال مخططاته في تهويد مدينة القدس، وتقسيم المسجد الأقصى، وفي زرع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بالمستوطنات." وارتباطا بالأزمة السورية، قالت صحيفة (الوطن) إن "العديد من المراقبين على مدى الفترة الماضية ظلوا يحذرون من مجمل التداعيات السلبية التي خلفتها الأزمة السورية، ليس في النطاق الجغرافي للدولة السورية فحسب، وإنما حتى بالنسبة لدول جوار سوريا"، مبرزة أن الأوضاع تطورت "لتصل إلى حد تحول بعض دول جوار سوريا إلى بيئة تشهد توترات أمنية ذات علاقة بالصراع السوري"، مشيرة الى ما حدث في لبنان على مدى الأشهر الماضية من "أحداث أمنية عديدة لها علاقة بالنزاع في سوريا". وتناولت الصحف السودانية نتائج القمة العربية الإفريقية، حيث اعتبرت صحيفة ( التغيير ) أن أهم مبحث خلال هذه القمة كان هو تفعيل الجانب الأمني في إفريقيا كي يكون بوابة لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الاستثمارات العربية والخليجية على الخصوص، مبرزة ان الخليجيين، وهم الأكثر حماسا لدخول إفريقيا من باقي أشقائهم العرب، طالبوا بضمانات أمنية وتشريعية لضخ استثمارات هامة في القارة السمراء. وأشارت جريدة (الصحافة) من جانبها الى أن رئيس الجمهورية عمر حسن البشير، الذي ترأس الوفد السوداني، ألقى خطابا أمام المؤتمرين، وأجرى بالمناسبة لقاءات مع عدد من القادة العرب تمحورت حول أهمية تعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة، مبرزة ان القمة التي شارك فيها الوفد السوداني بفاعلية، أكدت الرغبة القوية للدول العربية في تعزيز وزيادة استثماراتها في دول القارة الإفريقية. وتناولت الصحف السودانية من جهة أخرى ورشة عمل للجنة الإفريقية للأمن التي انطلقت أشغالها أمس بالخرطوم، إذ كتبت صحيفة ( الانتباهة ) انه بدا خلال هذه الورشة ان القارة الإفريقية اليوم أكثر وعيا وإدراكا لخطورة الحركات المسلحة والمجموعات والعصابات السالبة التي ساهمت في توقف قطارات التنمية في كثير من بلدان القارة، مبرزة ان "عملية إلباس هذه الحركات والمجموعات المسلحة ثيابا سياسية في أنشطتها ودعمها من الخارج هو عمل من صميم المؤامرة الخارجية على الدول الإفريقية التي يراد لها ان تكون قطيع التتبيع ". أما صحيفة (آخر لحظة) فاعتبرت أن ورشة اللجة الإفريقية للأمن بمثابة "تنبيه صارخ لأخطار تواجه الشعوب قبل ان تواجه الأنظمة وتعمل على الإطاحة بأساس الدولة قبل أن تحطم كراسي الحكم ، لتجلس بعد ذلك على تلال من جماجم الضحايا، الذين حصدت أرواحهم الأسلحة المدمرة الخارجة عن القانون والأنظمة القائمة، بعيدا عن مظلات السلام التي ينشدها الحاكم الحاذق لأمور الحكم ". وتحدثت الصحف الإماراتية عن أهداف زيارة الرئيس الفرنسي لرام اللهوالقدس، فكتبت صحيفة "الخليج" تحت عنوان "هولاند بين رام اللهوالقدس " أن هذه الزيارة موجهة في الأساس في مضمونها إلى الكيان الصهيوني وليس إلى فلسطين، ذلك أن زيارة رام الله المختصرة جدا، والاجتماع مع عباس كان من قبيل "رفع العتب واللياقات الدبلوماسية". وتابعت الصحيفة أن أساس الموقف الفرنسي، الذي أكده هولاند، كان خلال زيارته التي أكد فيها لإسرائيل "ثوابت سياساته المؤيدة للكيان، والتي من خلالها يحصل على رضى اللوبي اليهودي الفرنسي المؤثر في صناعة القرار السياسي الفرنسي تجاه مختلف قضايا المنطقة"، كما سجلت أن "مرور هولاند بشكل عابر على مسألة الاستيطان ولا شرعيتها، لا يقدم ولا يؤخر شيئا طالما أن الأمر لا يتجاوز الكلام الدبلوماسي ولن يقترب إلى الفعل". وبخصوص القمة العربية الأفريقية الثالثة، لاحظت صحيفة (البيان)، في مقال بعنوان "شركاء في الاقتصاد والسياسة "، أن بروز قسمات اقتصادية على القمة العربية الإفريقية، يؤشر إلى السير على طريق بناء شراكة استراتيجية مقتدرة، من شأنها تشكيل ثقل مؤثر وفاعل على الصعيد الدولي، إذ باتت في المشهد العالمي قناعة أكثر تجدرا بأن الاقتصاد هو الحصان الذي يسحب العربة ، مضيفة أن الفضاء الإفريقي يمثل إغراء جاذبا لرأس المال العربي على نحو يمنح الشراكة الاستراتيجية المرتجاة فرص العيش والازدهار. وترى اليومية أن هذه الشراكة تزرع الأمل لدى قاعدة واسعة من الشعوب التي تتوق إلى التنمية والبناء والتعليم والصحة. كما أن توقيتها يعزز هذه الآمال، إذ التأمت في ظروف سياسية، حيث تضطرب دول عديدة في المنطقة العربية وتعاني من عدم الاستقرار، مشيرة إلى أنه من المهم لهذا التجمع في هذه المرحلة بناء آليات تضمن تنفيذ قراراته ومتابعة توصياتها، حتى لا تصبح القمة مجرد مناسبة موسمية تشهد خطب التفاؤل ووعود الإنجاز. وتناولت الصحف اليمنية المشهد السياسي في البلاد، والصراع في محافظة صعدة، وأوضاع العمالة اليمنية القادمة من السعودية، فأبرزت صحيفة (الثورة) مطالبة مجلس النواب اليمني، خلال جلسته المنعقدة أمس، الحكومة "بتحمل مسؤولياتها تجاه... ما يجري في بعض المحافظات من حوادث واختلالات أمنية وأعمال واختطافات وقطع الطرقات والشوارع العامة". وشنت صحيفة (اليمن اليوم)، المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هجوما قويا على حكومة الوفاق الوطني تحت عنوان "إفلاس الحكومة"، وأوردت في هذا السياق رأيا لوزير الاقتصاد اليمني الأسبق واستاذ الاقتصاد سيف العسلي أكد فيه أن هذه الحكومة أصبحت أمام "ثلاثة خيارات أحلاها مر، هي انهيار قيمة الريال، أو رفع الدعم عن المشتقات النفطية، أو العجز عن دفع رواتب الموظفين". وعلى صعيد آخر، أبرزت (أخبار اليوم) قول نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي باربارا ليف أمام أعضاء الكونغرس والذي اعتبرت فيه أن "الانسداد القائم امام الحوار في اليمن وراء تأجيج الصراعات السياسية والطائفية"، وأن الرئيس السابق "صالح والانتهازيين والحوثيين بدعم من إيران، عازمون على عرقلة المرحلة الانتقالية". وسجلت الصحيفة نفسها "مصرع وجرح 20 حوثيا بالمسادير في دماج بعد تفجير الحوثيين 6 منازل لآل اللوم، وسيطرة النصرة (سلفيون) على الطريق العام في مركز كتاف"، ونقلت عن الشيخ الحجوري، مدير دار الحديث في دماج، قوله بخصوص دور الحكومة في وقف الصراع بين الحوثيين والسلفيين "غسلنا أيدينا من الدولة ودماج مقبرة الحوثيين". أما صحيفة (الأولى) فنشرت تصريحات للمغتربين اليمنيين العائدين من السعودية تحت عنوان "اليمن المطرود"، مشيرة الى وجود "أوضاع مأساوية وأمراض وقصص مؤلمة يعانيها آلاف المطرودين في منفذ الطوال (على الحدود اليمنية السعودية)". واهتمت الصحف الأردنية بالتفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة اللبنانيةبيروت أول أمس وخلفت سقوط عدد من القتلى والجرحى، إذ كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "مؤشرات لعملية السفارة الإيرانية"، أنه "لا يمكن تسطيح العملية الإرهابية في بيروت بالقول إن إسرائيل هي التي كانت وراءها"، معتبرة أن "العملية الإرهابية التي استهدفت سفارة إيران هي ظاهرة مضافة جديدة يجب فهمها خارج المناكفات اللبنانية الداخلية". من جهتها، تساءلت صحيفة (السبيل) بشأن المستفيد من تنفيذ هذه العملية، مضيفة "هو السؤال التقليدي الذي يطرح دوما عند تناول الحوادث التي تأخذ طابعا دمويا في العادة، ويذهب البحث الى مناقشة الدوافع السياسية وقدرة الحدث على التأثير في سلوك الخصوم، وفي أحيان أخرى يندفع البحث نحو الحديث عن طرف ثالث كمستفيد من تأجيج الصراع بين الخصوم أو إعادة رسم صورة هذا الصراع وشكله. إلا أن ما حدث في بيروت قبالة السفارة الايرانية يقود إلى تفسير مختلف، فالخصوم مستفيدون والدولة اللبنانية هي المتضررة". وقالت إن "المتضرر الوحيد من التفجيرات هي الدولة اللبنانية وهيبتها، بإظهار عجزها وعدم قدرتها على ضبط الإيقاع السياسي أو الأمني أمام الخصوم المتصارعين، وأمام المجتمع اللبناني والمجتمع الدولي"، مضيفة أنه "في مرحلة لاحقة سيظهر فاعلون دوليون وإقليميون يعالجون الصراع الدائر من خلال الاشارة الى ضرورة تحييد لبنان وحمايته من تداعيات الازمة السورية، الآخذة في التطور على الساحة اللبنانية، في مقابل الاصوات التي تبرر تدخل حزب الله في سورية. في المجمل، لبنان بات يعيش في قلب العاصفة والاعصار السوري وأصبح جزءا أساسيا من الازمة السورية". وواصلت الصحف اللبنانية بدورها اهتمامها بتداعيات التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية أول أمس بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ذكرت جل الصحف بنتائج المجلس الأعلى للدفاع الذي ترأسه الرئيس اللبناني أمس، مشيرة الى أن أعضاءه شددوا "على الموقف الوطني الثابت" بالعمل على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله و"التصدي لكل محاولات الإرهابيين لزعزعة السلم الأهلي وزرع الفتنة بين اللبنانيين". واعتبرت يومية (النهار) أن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية "أرخيا بظلال شديدة القتامة على مجمل المشهد الداخلي، وسط المخاوف من دلالات تنذر بانزلاق البلاد نحو مزيد من الاختراقات والتفجيرات والتوترات السياسية والمذهبية". أما (السفير) فكتبت بشان التفجير أن "الشخصين الانتحاريين أقاما ليوم واحد في فندق يقع بالقرب من اليونسكو بمنطقة كورنيش المزرعة (بيروت)، وكانت بحوزتهما هويتان مزورتان تحملان اسمين لبنانيين وصورتين مدنيتين لا تعطيان أي انطباع بأن صاحبيهما ينتميان الى جهة سلفية أو متطرفة، كما انهما كانا يحملان هاتفين خلويين لم يستخدما من قبلهما". وفيما عبرت صحيفة (المستقبل) عن التخوف "من عرقنة لبنان ودخوله في المجهول نتيجة استجلاب النار السورية إلى الداخل"، اهتمت (الأخبار) بردود الفعل المحلية والعربية والدولية "المنددة بتفجيري الضاحية الجنوبية"، مشيرة الى "اتهام إيران لإسرائيل والقوى المتطرفة بتنفيذ العملية الإرهابية المزدوجة". وركزت الصحف العربية الصادرة من لندن اهتماماتها على التصريحات الأخيرة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، إذ كتبت صحيفة (الحياة) أن إيران دخلت مفاوضات قد تكون حاسمة، في جنيف أمس، مع الدول الست المعنية بملفها النووي بنبرة مرتفعة عبر عنها مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ب"قنبلة كلامية" عن زوال اسرائيل، مذكرا ب "خطوط حمراء" لا يمكن تجاوزها في أي اتفاق، فيما شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على"عقم خيار التهديد والوعيد والبارود على طاولة المفاوضات". وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من الانتقادات الحادة التي وجهها خامنئي أمس إلى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقد تحدثت مصادر إيرانية عن مؤشرات إيجابية بشأن إمكانية إبرام اتفاق خلال محادثات جنيف التي تستمر يومين، مبرزة أن الوفد الايراني اعتبر ان "الثقة اصبحت مفقودة" وطالب بتوضيحات بشأن "المسار التفاوضي" قبل البدء في مناقشة مشروع اتفاق. ومن جانبها، أشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى انطلاق جولة المفاوضات الجديدة في جنيف بين إيران والقوى الست الكبرى وسط أجواء تشكك وحرب كلامية وحديث عن فقدان الثقة على وقع تصريحات متشددة، سبقت المفاوضات، للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، طالب فيها مفاوضي بلاده بمراعاة الخطوط الحمراء، وهاجم فيها إسرائيل قائلا "إنها إلى زوال". ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن الاجتماع الموسع بين مجموعة خمسة زائد واحد (الأعضاء الخمس الدائمون في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) وإيران انتهى بعد أقل من عشر دقائق. ومن جهتها اعتبرت صحيفة (العرب) أن خامنئي استفاد من الموقف الأمريكي والبريطاني المهادن والباحث عن الوصول إلى "الاتفاق" بكل السبل، ليقوي موقف بلاده في المفاوضات، مضيفة أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يبحث عن الوصول إلى اتفاق في موقع قوة. ولاحظت الصحيفة أنه في مقابل التصعيد الإيراني، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس في اسطنبول أن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول الملف النووي تشكل "فرصة تاريخية"، مضيفة أنه رفض التعليق على مواقف علي خامنئي بخصوص إسرائيل مؤكدا أن "جوهر هذه المفاوضات هو الذي يهم".