أكد عباس الفاسي الوزير الأول ، أن الحكومة تمكنت، بعد مرور سنة على تشكيلها، من تحقيق حصيلة إيجابية تمثلت في العديد من الانجازات الأساسية، من بينها على الخصوص تدعيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز تواجد المرأة في المجالس المنتخبة وإنشاء هيأة مركزية للوقاية من الرشوة وإجبارية التصريح بالممتلكات لجميع المسؤولين. "" وقال عباس الفاسي، في حديث مع صحيفة "الحياة " اللندنية ، نشرته في عددها الصادر أمس الخميس، أن هذه الحصيلة تتجلى أيضا فيما تحقق من إصلاحات في ميادين التعليم والطاقة والسياحة والإسكان الاجتماعي وغيرها. وفي هذا السياق، استعرض الوزير الأول عددا من الأرقام، منها على الخصوص الاعتمادات المخصصة للاستثمار في إطار الميزانية العامة للدولة التي ارتفعت من حوالي 34 مليار درهم سنة 2008 الى 45 مليار سنة 2009 ، أي بزيادة قدرها 20ر25 في المائة. كما انخفضت نسبة البطالة من 15 في المائة إلى 1ر9 في المائة ، وعدد الفقراء انتقل من خمسة ملايين إلى مليونين ونصف مليون ، فيما ارتفعت نسبة النمو من 5ر2 في المائة إلى 5ر6 في المائة. ولاحظ عباس الفاسي أن نقطة الضعف الوحيدة في المغرب الآن هي التضخم ، إذ كان دائما في حدود 2 في المائة وأصبح الآن 4ر3 في المائة بسبب الغلاء. وقال الوزير الأول أن تحقيق هذه المكتسبات "لا يعني أن كل شئ على ما يرام" ، مبرزا أن الجهود التي تقوم بها الحكومة ، كي تؤتي ثمارها ، يجب أن تتواصل وتستمر. وحسب عباس الفاسي ، فإن هناك انسجاما كاملا داخل الحكومة ، مشيرا إلى أن العلاقة بين أعضاء الحكومة يسودها الاحترام المتبادل والصدق والكفاءة. وبخصوص قضية الصحراء المغربية أكد الوزير الأول ،أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب ،هو الخيار الوحيد المقبول لحل قضية الصحراء ،معربا عن أسفه لكون الجزائر لم تبد حتى الآن أي استعداد لايجاد حل لهذه القضية. وبعد أن أشار الفاسي إلى أن الجزائر تعمل على استغلال الصحراويين المحتجزين في تندوف من أجل معاكسة المغرب ،قال إنه لو أزيلت الأسلاك الشائكة القائمة من حول هؤلاء المواطنين الصحراويين لعادوا كلهم إلى وطنهم المغرب. وخلص الوزير الأول الى أن نقاط قوة المغرب هي أن غالبية سكان الصحراء يعشون في الأقاليم الصحراوية ويمارسون نشاطهم بكل حرية ويتمتعون بكامل حقوقهم كمغاربة ،منهم من أصبحوا وزراء أو سفراء أو عمالا أو نوابا ومستشارين ورؤساء جماعات محلية. من جهة أخرى ، قال عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال أن المؤتمر المقبل للحزب الذي سينعقد في يناير القادم، يرمي إلى "تحديث البرامج وفتح الباب أمام وجوه جديدة".