أحرز فريق الدفاع الحسني الجديدي باكورة ألقابه في مسابقة كأس العرش في كرة القدم عقب تفوقه على فريق الرجاء الرياضي البيضاوي (حامل اللقب) بالضربات الترجيحية 5 مقابل 4 في المباراة النهائية للموسم الرياضي 2012-2013 التي جمعت بينهما على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وكان الوقتان القانوني والإضافي من هذه المباراة قد انتهيا بالتعادل بدون أهداف.. وهو اللقب الأول لفريق الدفاع الحسني الجديدي في مشواره الرياضي، علما بأنه خاض ثلاث نهايات وخسرها جميعها ومن بينها نهائي سنة 1977 أمام الرجاء البيضاوي بهدف المرحوم بكار. وإلى جانب معانقته وتزيين خزانته بأول لقب لكأس العرش في تاريخه، نجح أبناء دكالة في رد دين للفريق البيضاوي عمره 36 حيث كان الأخير قد هزمه 1-0 في نهاية 1977 على أرضية ملعب الفتح الترابية بالرباط بهدف قاتل للمرحوم بكار في الأنفاس الأخيرة من عمر اللقاء (د 118).. أما فريق الرجاء الرياضي البيضاوي، ففشل في إحراز لقبه الثاني على التوالي والثامن في مشواره الرياضي، علما بأنه نال اللقب سبع مرات سنوات 1974 و1977 و1982 و1996 و2002 و2005 و2012. وجاءت أطوار اللقاء النهائي للنسخة ال56 للكأس الفضية الثمينة، الذي ترأسه الأمير مولاي رشيد وسط حضور جماهيري كبير قدر بحوالي 35 ألف من محبي وعشاق الفريقين المتباريين وأداره طاقم تحكيم يتكون من رضوان جيد (حكم رئيسي - عصبة سوس) وعبد الله الفيلالي محب (مساعد أول - عصبة الوسط الشمال) وعصام بن بابا (مساعد ثان - عصبة الجنوب)، متكافئة.. بل ولم تخرج عن طابع مباريات الكأس التي غالبا ما يطغى عليها عاملي الحيطة والحذر والانضباط التاكتيكي وتفادي الأخطاء من خلال التكتل في الدفاع ووسط الميدان وغلق جميع المنافذ وتكسير المحاولات مع اللجوء بين الفينة والأخرى إلى المرتدات في محاولات لمباغتة الفريق المنافس وبعثرة أوراقه. وعلى الرغم من برودة الطقس وأرضية الملعب الثقيلة بفعل أمطار الخير، التي تهاطلت على العاصمة، حاول كلا الفريقين تقديم أفضل ما لديهما إن على المستوى الجماعي أو الفردي خاصة وأنهما يتوفران على ترسانة مهمة من اللاعبين الموهوبين المتحفزين القادرين على خلق الفارق في أية لحظة ومؤطرين بمدربين كفؤين في شخص امحمد فاخر (الرجاء) المدرب الأكثر تتويجا بهذه الكأس بخمس مرات (ثلاث مرات مع الجيش الملكي 2003 و2004 و2005 ومرتين مع الرجاء البيضاوي 1996 و2012) والتواق لإحراز اللقب السادس، والجزائري عبد الحق بن الشيخة، الذي يمكن اعتباره نجح في إحداث ثورة كروية في الفريق الدكالي بدليل نتائجه الجد إيجابية على مستوى البطولة الوطنية وأسلوب لعبه والذي توج مجهوداته اليوم بمعانقة لقب انتظرته الجماهير الدكالية لأكثر من خمسة عقود. وبعد عملية جس النبض، التي استغرقت حوالي 20 دقيقة، بدأ الفريقان في التخلص شيئا فشيئا من هاجس الخوف وبادرا إلى الخروج من مناطقهما بحثا عن تهديد معترك الفريق المنافس وخاصة الفريق الجديدي، الذي مارس ضغطا خفيفا على معترك الرجاء عبر لاعبيه زكريا حذراف والغابوني جوان لانغوالاما على أمل بلوغ مرمى الحارس خالد العسكري لكن دون أن ينجح في إزعاج هذا الأخير باستثناء محاولتين كانت أبرزها في الدقيقة 21 حيث صوب بكر الهيلالي تسديدة قوية صدها الحارس الرجاوي بصعوبة لتسقط الكرة أمام حذراف الذي لم يركز بما فيه الكفاية لتضيع فرصة سانحة لافتتاح حصة التهديف. ورد الفريق البيضاوي على استفزازات مهاجمي الفريق المنافس في أكثر من مناسبة وخاصة عن طريق الظهير الأيمن زكريا الهاشمي الذي سدد كرة قوية استقرت في أحضان الحارس الجديدي زهير لعروبي (د 30)، لتدخل المباراة بعد ذلك في سجال بين الفريقين وليفرض التكافؤ نفسه من جديد في الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول. ومع انطلاق الشوط الثاني، أقدم المدرب امحمد فاخر على ضخ دماء جديدة خاصة على مستوى وسط الميدان بإدخال فيفيان مابيدي (من جمهورية إفريقيا الوسطى) مكان شمس الدين الشطايبي، الشيء الذي أعطى حيوية ودينامية جديدة والتي تجسدت في السيطرة الشبه المطلقة لأصدقاء العميد محسن متولي على مجريات اللعب لكن دون أن تثمر أي هدف وذلك بسبب تراجع الفريق الجديدي إلى الخلف وتركه المساحات للفريق المنافس ويقظة الحارس لعروبي وتماسك دفاعه إلى جانب تسرع المهاجمين الرجاويين. ولم يتغير الحال مع مرور الدقائق حيث فرض التعادل السلبي نفسه مع اعتماد الطرفين على نهج أسلوب تكتيكي وحذر دفاعي شديد، وذلك على الرغم من المحاولات الهجومية الحقيقة لصالح الفريق البيضاوي، والتي قابلها اعتماد الفريق الجديدي على المرتدات المحتشمة والتي لم تكن لتقلق راحة الحارس العسكري باستثناء محالة الهداف زكريا حذراف الذي كان قريبا من مفاجئة الدفاع الرجاوي في أكثر من مناسبة بفضل محاولاته الفردية. ونسج الفريقان على نفس المنوال حتى أعلن الحكم رضوان جيد، الذي أدار بالمناسبة أول نهائي له، نهاية الشوط الثاني ولجوء الفريقين إلى شوطين إضافيين تميزا بتشديد الضغط الهجومي الرجاوي على معترك الفريق الدكالي، الذي يبدو من خلال عودته لتعزيز دفاعه ووسط ميدانه، أنه كان يسعى إلى الوصول بالمباراة إلى ضربات الترجيح وهو ما تحقق، حيث ابتسم الحظ أخيرا لأحفاد الجيل الذهبي بابا والمعروفي والشريف والدزاز وإسبانيا والحارس روح السلام وغيرهم. ويأتي هذا الإنجاز غير المسبوق في وقت يمر فيه الفريق الدكالي بجميع مكوناته (مكتب مسير ولاعبين ومدربين وجمهور ...) بفترة تعتبر من أزهى فترات مشواره الرياضي الشيء الذي سيجعله يضع نصب عينيه من الآن فصاعدا تحقيق الحلم الآخر المتمثل في إهداء عاصمة دكالة لقبها الأول على مستوى البطولة الوطنية . وكان فريق الدفاع الحسني الجديدي قد تجاوز في طريقه إلى المباراة النهائية، أندية اتحاد أيت ملول (القسم الثاني) 2-0 والجيش الملكي 2-1 والوداد البيضاوي بالضربات الترجيحية (6-5) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، ورجاء بني ملال (القسم الثاني) بالضربات الترجيحية أيضا (4-3) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2. أما فريق الرجاء البيضاوي، الذي خاض المباراة النهائية للمرة ال11 في تاريخه، فتأهل على حساب أندية النهضة السطاتية 2-0 واتحاد الفتح الرياضي 2-0 واتحاد تمارة (القسم الثاني) 4-1 وأولمبيك آسفي 1-0 . ويبقى فريق الجيش الملكي الأكثر تتويجا في مسابقة كأس العرش ب11 لقبا، متبوعا بفريق الوداد البيضاوي (9 ألقاب) والرجاء البيضاوي (7 ألقاب) والكوكب المراكشي (6 ألقاب) واتحاد الفتح الرياضي (5 ألقاب) والمولودية الوجدية (4 ألقاب) والأولمبيك البيضاوي والمغرب الفاسي (3 ألقاب لكل منهما)، في حين أحرزت اللقب مرة واحدة فرق النادي القنيطري والنادي المكناسي والراسينغ البيضاوي والنهضة السطاتية وشباب المحمدية ومجد المدينة وأولمبيك خريبكة والدفاع الحسني الجديدي. وفي أعقاب هذه المباراة، التي انتهت في أجواء احتفالية، سلم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد كأس العرش لكرة القدم النسوية للاعبة فاتحة لعسيري، عميدة فريق الجيش الملكي، الفائز على فريق الوداد البيضاوي 8-0 في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما صباح اليوم الاثنين بالمركب الرياضي ولي العهد الأمير مولاي الحسن بالرباط، كما سلم سموه كأس العرش لعادل صعصاع، عميد فريق الدفاع الحسني الجديدي