التأم مسؤولون وزاريون وخبراء في مجال الأمن الرقمي، اليوم الثلاثاء في الرباط، لتدارس آليات ضمان استعمال آمن للإنترنت، خاصة في صفوف الشباب والأطفال، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لإنترنت آمن، باعتباره مبادرة المشروع الأوروبي المعروف باسم "حدود آمنة" (Safe border) الذي انطلق في نسخته الأولى سنة 2004، واستأنف من طرف شبكة "insaf" (الشبكة الأوروبية لمراكز التحسيس) من أجل النهوض بالاستعمال الآمن والجيد للإنترنت لأول مرة سنة 2005. وفي كلمة له بمناسبة انعقاد الندوة الوطنية لليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا، قال الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إن الاهتمام بالإنترنت يتزايد في صفوف الأطفال والشباب، وهو ما يفسر الحاجة الملحة إلى ثقافة تؤطر هذا الاستعمال بالمسؤولية وبالاستغلال الآمن لتقنيات المعلومات والاتصالات، مشددا على ضرورة مرافقة مستخدمي الإنترنت، بمن فيهم الأطفال والشباب الذين يواجهون تحديات متعددة، خاصة في ظل الظرفية المتعلقة بجائحة "كوفيد-19". وأضاف المتحدث أن الوزارة قامت بإدماج مسألة الوعي بالاستخدام السليم للإنترنت في الوحدات البيداغوجية منذ عام 2006، وقامت في هذا السياق بتوزيع الدليل الذي أعدته منظمة اليونيسكو والمرصد الوطني لحقوق الطفل ومايكروسوفت حول "مفهوم الأبوة في العصر الرقمي" على مختلف الفاعلين التربويين. وأكد المسؤول ذاته أن الوزارة واكبت هذا الموضوع عن طريق تنظيم حملات تحسيسية جهوية ووطنية حول مخاطر الجريمة الإلكترونية لفائدة المتمدرسين. وبالإضافة إلى هذه الندوة الوطنية التي تم تنظيمها حول الموضوع، تم إطلاق النسخة الخامسة من الحملة الوطنية للاستخدام الآمن للإنترنت في المدارس، بإشراك رجال ونساء التعليم في توعية التلاميذ حول التحرش الإلكتروني، وذلك طيلة شهر فبراير، تحت شعار "معا من أجل حماية أطفالنا من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني". كما أطلقت الوزارة بشراكة مع مركز "RESIS" والمركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار، خلال شهر يناير 2022، مشروعا تجريبيا يهدف إلى تكوين فرق مخصصة من الأساتذة للتعامل مع حالات التنمر والتحرش الإلكتروني بالمؤسسات التعليمية، وفقا لطريقة ما يعرف بالاهتمام المشترك، حيث انطلق المشروع على مستوى 3 ثانويات تأهيلية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، في أفق توسيعه تدريجياً ليشمل جميع الجهات، بدعم من مجلس أوروبا، وتعميمه ليشمل أيضا المستوى الثانوي الإعدادي. في هذا السياق، قالت أمل حسون، مدربة في شبكة "RESIS"، في تصريح لهسبريس، إن "الاهتمام المشترك" أسلوب تم استيراده من السويد، مبرزة أنها اشتغلت به لأزيد من 15 سنة وأثبت نجاعته. وتتأسس هذه المنهجية على وجود فريق داخل المؤسسات التعليمية يأخذ بيد الضحية ويوفر لها المتابعة النفسية من أجل استرجاع ثقتها بنفسها، ويتدخل كذلك من أجل المساهمة في إصلاح من يلجؤون للتعامل بعنف مع زملائهم، سواء العنف النفسي أو الجسدي، بطرق تربوية بعيدة عن العقاب. ومن المرتقب أن يؤطر المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار (COMRP)، يوم الأربعاء 16 فبراير الجاري، ورشة نموذجية لحملة يوم الإنترنت الآمن للتوعية في الوسط المدرسي تحاكي معالجة وضعية التنمر الإلكتروني في الوسط المدرسي، بشراكة وتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة-مديرية برنامج "Genie"، ووكالة التنمية الرقمية، ومجلس أوروبا، ومركز "Resis"، بالإضافة إلى "إنستغرام" و"كاسبرسكي"، وذلك باعتماد منهجية التوعية بالأقران. وستنشط هذه الورشة مجموعة التركيز لشباب مغرب الثقة السيبرانية ويشارك فيها الأساتذة، وتندرج في إطار تنفيذ المشروع التجريبي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول محاربة التنمر في الوسط المدرسي. وحضر لقاء الثلاثاء مسؤولون بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وممثلون عن الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وسفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، بالإضافة إلى خبراء ومتخصصين في الأمن السيبراني.