أكبر عدو للتظاهرات الموسيقية المنظمة في الفضاءات المفتوحة هو التقلبات المناخية، هذا ما يخلص إليه كل متتبع لفقرات مهرجان "تركالت لثقافة الصحراء وموسيقى العالم" و كل من استمع للحديث الدائر بين مئات الضيوف القادمين من مختلف أنحاء العالم بعد علم الوافدين باحتمال هبوب رياح رملية قوية عشية اختتام المهرجان. منصة المهرجان المنصوبة وسط الكثبان الرملية، مساء السبت، و التي غنى فيها عزيز أفلاك، صحبة عازفي فرقته الأجانب و مجموعة "أمنار" من تومبكتو، شمال مالي بالإضافة الى شباب "جيل تركالت" من محاميد الغزلان، محكوم عليها بمواجهة عاصفة من الرمال إن صحت التوقعات الجوية. سائح هنغاري، صرح لهسبريس، أن العاصفة فرصة لاكتشاف "مزاج الصحراء و تحدياتها و معارف الساكنة المحلية في مواجهة هذا النوع من التقلبات.." بينما صرحت سائحة إيطالية أنها ستضطر للمكوث بمخيم "الأمير الصغير" قبل التوقيت المفترض للعاصفة و ذلك بسبب أطفالها الصغار الذين رافقتهم من أوروبا خصيصا للاستمتاع بموسيقي إفريقيا. إبراهيم السباعي، المكلف بالبرمجة الثقافية، أجاب السائلين، مُطَمئنا، أن إدارة المهرجان متأهبة لكل التوقعات و أن المنظمين أخذوا كل الاحتياطات اللازمة في حالة تحقق نبوءة خبراء الطقس.. وقال ابراهيم لبعض الحاضرين إن الرياح هي من تصنع الكثبان و تمحو الأثر و تنظف تربة الصحراء قبل هطول الأمطار مما يجعل العواصف فأل خير عند سكان محاميد الغزلان. إدارة المهرجان التي تنظم كل ليلة حفلا كبيرا على المنصة الرئيسية وسط كثبان صحراء الحنانيش، تقدم لضيوفها مقاطع موسيقية، عشية كل يوم من أيام المهرجان، عروضا موسيقية على المنصة الايكولوجية داخل مخيم "الامير الصغير" مستعملة الشمس كمورد للطاقة، احتراما لميثاق الجمعية، كما تنظم فقرات من موسيقى "الاكوستيك" داخل خيمة الندوات بعيدا عن صخب مكبرات الصوت. المنظمون صرحوا أن هبوب الرياح سيدفع بهم الى تنظيم حفل فني حميمي داخل الخيمة "فالرياح لن تمنعنا من الفرح" يقول إبراهيم مسؤول البرمجة الثقافية بالمهرجان. يشار أن تركالت افتتح فعالياته، يوم الجمعة تحت شعار "القافلة" حيث تعيد الجمعية المنظمة الاعتبار للمشترك الثقافي و الحضاري بين شعوب الساحل و الصحراء عبر العالم. "تركالت 2013" شهد، صباح الأحد، انطلاقة القافلة الثقافية للسلام بمشاركة مهرجاني "تيمبوكتو" و "سيكو" بمالي بغية تشجيع الحوار و التبادل الثقافي و التحسيس بأهمية إدماج البعد البيئي في مشاريع التنمية في دول الساحل و الصحراء كما استضاف المهرجان عددا من الفنانين و المختصين في مجال الثقافة من شمال و جنوبمالي و مدراء ست مهرجانات أروبية "دعما للاستقرار و التحول الديمقراطي الذي يعيشه هذا البلد الإفريقي و انسجاما مع الدور المغربي الرامي الى إفشاء السلام و غرس قيم التضامن و التعايش في القارة الإفريقية، وفق تصريح لحليم السباعي، مدير الدورة. "تركالت" احتضن، أيضا، الندوة الختامية لمشروع "أزلاي" الممول من طرف الاتحاد الأروبي، قطاع الثقافة، و الهادف الى خلق جسور التعاون بين بين الفاعلين الثقافيين في كل من أوروبا و إفريقيا.