وجهت أسرة الطبيبة أمينة بلافريج، مديرة قسم الداء السكري في مستشفى الأطفال بالرباط، والتي تعيش حاليا في غيبوبة منذ أسابيع خلت، جراء حادثة سير خطيرة تعرضت لها في آخر يوم من شهر غشت المنصرم، نداء إلى الشهود الذين عاينوا تلك الحادثة، وحضروا وقائعها المؤلمة. وذكرت أسرة الضحية، المعروفة في الأوساط الطبية بأنشطتها الكثيرة في مجال محاربة السكري بالبلاد، بأن حادثة السير وقعت تحديدا على مستوى شارع الإمام مالك، وبالقرب من القصر الملكي بالرباط، بين سيارة من نوع هوندا ذات لون رمادي، وسيارة من نوع مازدا لونها أسود. وأوردت أسرة البروفيسور بلافريج، والتي تعيش بين الحياة والموت، في رسالة لإحدى بناتها توصلت بها هسبريس، بيانات التواصل معها بالنسبة لمن يكون قد شاهد أو عاين حادثة السير تلك، وهي الرقم الهاتفي: 0661925869، أو البريد الإلكتروني [email protected]، وذلك بهدف تحقيق العدالة وفتح تحقيق قضائي في هذه القضية"، وفق ما ورد في رسالة ابنة بلافريج. وكانت عائلة الطبيبة، ضحية حادثة السير، أطلقت عريضة مفتوحة وقعها آلاف المتعاطفين ضد "مجرمي الطريق"، ونشرتها هسبريس، انتقدت من خلالها "بقاء المسؤول عما حدث حرا طليقا، حيث لم يتم تعيين أي قاض في هذه القضية، كما لا يوجد أي ملف خاص بهذا الموضوع، وهو الشيء الذي دفع أسرة طبيبة السكري إلى التجند للكشف عن ملابسات ما أسمته "الفضيحة". وتساءلت ابنة بلافريج، في الرسالة ذاتها، عن كيفية وضع حد لمأساة حرب الطرق بالمغرب، مبرزة أن "المغرب يتوفر على أزيد من 2.9 مليون سيارة، ويُقتل أكثر من 4000 شخص سنويا بسبب حوادث السير، بينما فرنسا تتوفر على 38 مليون سيارة، والقتلى لا يتجاوزون 3 آلاف ضحية. ووصفت الرسالة قضية أمينة بلافريج بأنها قضية "تلطخ المجتمع المغربي بالدم"، تقول ابنة الطبيبة الضحية بأنه "دم لا يُطاق بالنسبة لأفراد أسرتها، "لا يطاق لأنه حرمني من أم رائعة لا تُعوض، ولأنها ابتعدت عني في ظروف عبثية وبشعة ولا إنسانية، كما أنه حرم آلاف المرضى من طبيبة خصصت حياتها لهم، وكافحت من أجل تقديم خدمات طبية كريمة لهم"، تقول نجلة الطبيبة لهسبريس. وتابعت بأن "مجتمعنا أفرز أشخاصا لا يبالون بالقانون، ولا يحترمون الحياة، أفرادا قادرين على سحق مواطنة بريئة،حيث تركوا أما غارقة في دمائها، بدون أن يحاولوا الاتصال بأسرتها، ثم يرمونها كمجهولة في مستشفى خصصت له حياتها" على حد تعبير الرسالة المؤثرة ذاتها. وشددت أسرة بلافريج على أنه يتعين تحقيق "عدالة تميز بين جرائم اللهو في الطريق، والجرائم الناتجة عن عدم الانتباه والإفراط في السرعة"، قبل أن تتساءل بالقول "كم من أرواح ستضيع على طرقاتنا، وفي أحيائنا ومدننا، قبل أن نقرر معاقبة هذه الأفعال عقابا شديدا ومثاليا، وكم من عائلة تدرك أن رخصة السياقة هي في الواقع رخصة قتل مدعومة بحصانة؟". وتعود الحادثة التي ذهبت ضحيتها أمينة بلافريج، إلى آخر يوم من شهر غشت المنصرم، عندما صدمها شاب من أسرة ميسورة كان يسابق الريح بسيارته في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة الرباط، ما جعلها تفقد وعيها من شدة الاصطدام، غير أن الشرطة والإسعاف اهتما بالشاب، وذهبا به سريعا إلى المستشفى، فيما تُركت الطبيبة تواجه مصيرها بنفسها"، وفق ما ورد في عريضة الأسرة".