أطلقت أسرة الطبيبة أمينة بلافريج، مديرة قسم الداء السكري في مستشفى الأطفال في الرباط، عريضة ضد "مجرمي" الطرق بالمغرب، استطاعت أن تحوز على تفاعل كبير من طرف آلاف الموقعين الذين أيدوا فكرة العريضة، متمثلة في التحذير من خطورة مجرمين من نوع خاص، يجوبون الطرقات والشوارع بسياراتهم وعرباتهم بسرعة جنونية تهدد حياة العشرات من مستعملي الطريق بالبلاد. وتعود الحادثة التي ذهبت ضحيتها أمينة بلافريج، إلى آخر يوم من شهر غشت المنصرم، عندما صدمها شاب من أسرة ميسورة كان يسابق الريح بسيارته في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة الرباط، ما جعلها تفقد وعيها من شدة الاصطدام، غير أن الشرطة والإسعاف اهتما أكثر بالشاب، وذهبا به سريعا إلى المستشفى، فيما تُركت الطبيبة تواجه مصيرها بنفسها، وفق ما ورد في العريضة. وتقول العريضة، التي توصلت بها هسبريس، إن الحادثة التي وقعت منذ أزيد من شهر ونصف شهدها شارع رئيسي بالرباط، حيث كان الحد الأقصى للسرعة 60 كيلومترا في الساعة، ما يؤشر على أن السائق الشاب لم يحترم لا السرعة القانونية، ولا اتجاه السير، بحيث كان في انتهاك تام لقانون السير". وتابعت ابنة الطبيبة الضحية، وهي صاحبة فكرة العريضة، بأنه حينئذ تم نقل الشاب فورا إلى مستشفى ابن سينا، بينما تأخر حمل والدتها إلى هناك، كما أنه تم تسجيلها كمجهولة "إكس" بنت "إكس"، وظلت مدة خمس ساعات دون علاج حقيقي، كان بالإمكان أن ينقذ حياتها في تلك اللحظات. وأردفت أسرة الطبيبة "لم يتصل أحد بنا طوال هذه المدة، بل تم إطفاء هاتفها، بحيث لم يكن لدينا أية وسيلة للعثور عليها أو إسعافها"، مضيفة أن أمينة بلا فريج ضحت بحياتها في سبيل بلادها، ولفائدة الآلاف من المرضى المغاربة، إذ أنشأت أول قسم لعلاج مرض السكري في المغرب، وكانت على وشك أن تفتح أول مركز لعلاج الأطفال المصابين بالسكري. وانتقدت عائلة الطبيبة ضحية حادثة السير، التي جعلتها تدخل في حالة غيبوبة إلى اليوم، بقاء المسؤول عما حدث حرا طليقا، حيث لم يتم تعيين أي قاض في هذه القضية، كما لا يوجد أي ملف خاص بهذا الموضوع، وهو الشيء الذي دفع أسرة طبيبة السكري إلى التجند للكشف عما أسمتها "الفضيحة"، خاصة بعد أن استطاعت الحصول على أسماء المعنيين بالقضية، معلنة استعدادها بذل قصارى جهدها من أجل أن يأخذ القانون مجراه" بحسب ما ورد في العريضة.