اعتبر عبد الرحمان مكاوي، المتخصص في العلاقات المغربية الجزائرية، أن المغرب بدأ يأخذ حيطَته وقَطَعَ مع الاستيراتيجية والخطاب القديمَين منذ نشر وثائق "ويكيليكس" التي أبانت عن الشعور الحقيقي المليء بالكراهية والحقد الذي يكنُّه بوتفليقة للمغرب بلدا وشعبا وللملك محمد السادس باعتباره رئيس الدولة. وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس، أن معطيات موضوعية جعلت الملك يغير خطابه واستراتيجيته تجاه الجزائر الأمر الذي بدأ يعطي أُكلَه في أفق نتائج أفضل؛ حيث " سبق للملك خلال خطاب أكتوبر في الافتتاح البرلماني أن سطَّر نِقاطا مهمة بخصوص التعامل مع الجزائر عبر الانتقال من الدفاع نحو الهجوم، وأن قضية الصحراء ليست قضية ملك أو مؤسسات ولكنها قضية شعب" يقول المتحدث. وأردف أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أن ساسة الجزائر التقطوا رسائل قوية عبر ذات الخطاب جعلتهم يعيشون ارتِباكا واضِحا عبر بيانات ومداخلات متناقضة ومتضاربة على اعتبار أن الديبلوماسية الجزائرية تقاد برؤوس عديدة منها الاستخباراتي والديبلوماسي ومن داخل قصر المرادية، ما وصفه مكاوي" بالأيادي المرتعشة" أمام موقف واضح وثابت للمغرب. وزاد الخبير أن ذات قصاصات "ويكيليكس"، أكدت أن الجنرال ماجور العربي بلخير الذي كان عراب الجنرالات الجزائر ووزير داخلية سابق أصر على أن بوتفليقة هو من يناور في قضية الصحراء، موضحا أن بعض المسؤولين الجزائريين الاسبقين والذي يعيشون حاليا خارج الجزائر، أكدوا غير ما مرة أن لبوتفليقة مشكلا شخصيا مع المغرب وأنه عمل على "إقحام الجزائر وبومدين في مسلسل عدائي تجاه المغرب". وكان العاهل، ضمن الخطاب الذي وجَّهه في الذكرى 38 للمسيرة الخضراء،قد قال إن "المغرب يرفض أن يتلقى الدروس في هذا المجال، خاصة من طرف من ينتهكون حقوق الإنسان بطريقة ممنهجة، ومن يريد المزايدة على المغرب فعليه أن يهبط الى تندوف، ويتابع ما تشهده عدد من المناطق المجاورة من خروقات لأبسط حقوق الإنسان"، وزاد: "التعامل غير المنصف مع المغرب، يرجع بالأساس لما يقدمه الخصوم من أموال ومنافع في محاولة لشراء أصوات ومواقف بعض المنظمات المعادية لبلادنا، وذلك في إهدار لثروات وخيرات شعب شقيق، لا تعنيه هذه المسألة، بل إنها تقف عائقا أمام الاندماج المغاربي".