واصلت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء في مختلف البلدان الأوروبية اهتمامها بقضايا التجسس والعلاقات البينية بالإضافة إلى قضايا محلية بارزة كقضية إلغاء منح الطلبة الإسبان في الخارج ثم تصحيح هذا القرار بعد مدة وجيزة. وقد سلطت الصحف البريطانية الضوء على تفجر قضية عمليات التجسس التي قامت بها الاستخبارات البريطانية في قلب العاصمة الألمانية برلين. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن تفاصيل القضية التي وضعت حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في موقف حرج، مشيرة إلى استدعاء السلطات الألمانية للسفير البريطاني في برلين لتقديم توضيحات عما نشرته الصحافة بشأن وجود محطة تجسس إلكترونية سرية بريطانية في قلب العاصمة الألمانية. وكانت صحيفة (الأندبندنت) قد أشارت إلى توفر المملكة المتحدة على محطة تجسس مجهزة بأحدث التقنيات للتصنت على الاتصالات الهاتفية تم زرعها بالقرب من مقر البرلمان ورئاسة الوزراء في برلين. وأوضحت الصحيفة استنادا إلى وثائق كشف عنها إدوارد سنودن ،العميل السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي،أن مصالح الاستخبارات البريطانية قامت بعمليات مراقبة الكترونية للاتصالات الهاتفية بالتعاون مع أجهزة أمنية من الولاياتالمتحدة ودول أخرى. وأشارت صحيفة ( الديلي تلغراف) من جانبها إلى تصريحات وزير الخارجية الألماني والذي اعتبر أن عمليات التجسس والتصنت،في حال ثبوت وقوعها، تشكل خرقا خطيرا للقانون الدولي ولاسيما مقتضيات معاهدة جنيف لسنة 1961 بخصوص ضمانات الحصانة الممنوحة للسفارات وحماية الهيئة الديبلوماسية. كما تطرقت عدد من الصحف الشعبية من قبيل (الصن) و(الديلي ميرور) لقضية التجسس التي تأتي أياما فقط بعد الكشف عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتصنت على الاتصالات الهاتفية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من قادة العالم، وهي التسريبات التي أثارت موجة من الغضب في أغلب العواصم المعنية بهذه القضية. أما الصحف الإسبانية فركزت اهتمامها حول القرار المثير للجدل لوزارة التربية والثقافة والرياضة إلغاء المنح الخاصة بالطلبة الإسبان بالخارج خلال السنة الجارية، ثم تصحيح الحكومة لهذا القرار. وهكذا كتبت صحيفة (إل باييس) أن وزير التربية والثقافة والرياضة خوسيه إغناسيو ويرت صحح وتراجع عن قراره إلغاء منح الطلبة الإسبان في إطار البرنامج الأوروبي إيراسموس، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ هذا القرار بعد ضغط الطلبة، والمفوضية الأوروبية، وأعضاء من الحزب الشعبي (الحاكم). وأضافت أن ويرت قال في مجلس الشيوخ أنه "تقرر، فقط بالنسبة لموسم 2013-2014، حصول الممنوحين في إطار برنامج إيراسموس على مساعدة تكميلية تتكفل بها الدولة، وذلك ليحصلوا، على الأقل، على ما كانوا يتوصلون به السنة الماضية"، مشيرة إلى أن الوزير لمح إلى مناقشة هذا الإجراء في السنة المقبلة. من جهتها ذكرت صحيفة (لاراثون) أن ويرت تراجع خطوة إلى الوراء وبالتالي تراجع عن قراره إلغاء منح إيراسموس، مشيرة إلى أن هذا القرار المثير للجدل أثار سخط الطلبة والطبقة السياسية، بما في ذلك المعارضة التي دعت إلى استقالة وزير التربية والثقافة والرياضة. وحسب الوزير، تقول اليومية، فإن تركيز المنح على الطلبة الأكثر حرمانا يمهد الطريق لمنح معونة إضافية قدرها 233 أورو كمساعدة من الاتحاد الأوروبي لهذه الشريحة بعد أن كانت لا تتعدى 38 أورو، وذلك إذا ما لم يتغير عدد المستفيدين. وبخصوص الصحف الروسية،ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا "أن "المسيرة الروسية" التي نظمت في الرابع من نونبر الذي يصادف عيد وحدة الشعب في روسيا من كل سنة صار هذا العام يوما للتعصب القومي الروسي ،وبالتالي لم تعود السلطات قادرة على تجاهل مطالب مناوئي الهجرة غير الشرعية. وأضافت الصحيفة ،أن مظاهرات المتعصبين القوميين في مئة مدينة روسية ضمت المحتجين على "سطوة المهاجرين والنازحين" في روسيا ، مبرزة أن موقف سياسيي روسيا من "المسيرة الروسية" ليس موحدا ،حيث تتخلل مظاهرات المتعصبين القوميين في أحيان كثيرة اعتداءات على أشخاص من أصول غير سلافية، وبالأخص النازحين من الأقاليم القوقازية والمهاجرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة بآسيا الوسطى. أما صحيفة" كوميرسانت " فقد أفادت بأن الحكومة الروسية أعدت تقريرا عن نتائج اجتماع "قمة مجموعة العشرين" الذي انعقد في مدينة سان بترسبورغ الروسية في شتنبر الماضي ورفعته إلى رئاسة الجمهورية. وحسب الصحيفة فقد وجه الرئيس فلاديمير بوتين تعليمات ، لوضع خطة العمل للبحث عن "أموال أجنبية مسروقة" وإعادتها إلى الدول المالكة لها في حال عثر عليها في روسيا ،مبرزة أن المقصود هو إعادة أموال أخرجتها أنظمة حاكمة سابقة من مصر وتونس واليمن وليبيا. نفس الصحيفة ، كتبت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخاطر بفقدان حلفائها في آسيا ،موضحة أن مقتل حكيم الله مقصود زعيم حركة طالبان باكستان في غارة لطائرة بدون طيار تسبب في فضيحة جديدة في العلاقات الأمريكيةالباكستانية،مما ينجم عنه فقدان واشنطن لحلفائها في آسيا، وبالتالي حرمانها من طرق إمدادات قوات الناتو في أفغانستان التي تمر عبر الأراضي الباكستانية. ركزت الصحف الألمانية الصادرة اليوم اهتمامها على قضية تجسس بريطانيا المحتمل على ألمانيا، والمفاوضات الجارية بخصوص تشكيل الائتلاف في ألمانيا إضافة على اكتشاف ثروة من اللوحات لكبار الفنانين التشكيليين في شقة عجوز بميونيخ. وأبرزت الصحف المعلومات الجديدة التي نشرتها الصحافة البريطانية والتي تفيد بوجود نظام تجسس داخل السفارة البريطانية في العاصمة الألمانية برلين، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الألمانية استدعت عقب نشر هذه المعلومات السفير البريطاني لديها لتقديم توضيحات حول صحة هذه المعلومات من عدمها.ونشرت الصحف بيانا لوزارة الخارجية الألمانية ذكرت فيه أن السفير البريطاني "دعي لإجراء محادثات بالوزارة بمبادرة من وزير الخارجية غيدو فسترفيلي". واعتبرت صحيفة "باديش تسايتونغ" أن هذه المحادثات الثانية من نوعها في ظرف زمني قصير التي تجريها ألمانيا مع الحلفاء بشأن نفس القضية "أمر خطير" مشيرة إلى أن فصول قضية تجسس بريطانيا التي يشتبه في وضعها لنظام تجسس في سطح سفارتها ببرلين مازالت غامضة لكن لندن ستكون بذلك قد ذهبت إلى أبعد حد في هذه الممارسة. أما "نورنبيرغر تسايتونغ" فلاحظت أن وكالات الاستخبارات الغربية، بما في ذلك الألمانية، تنتج بهذه الطريقة "انعدام الأمن" وتؤذي فقط الديمقراطيات التي يتعين حمايتها، معتبرة أنه أمر جيد فعلا أن يتم تسليط الضوء على هذا النشاط. وبخصوص المفاوضات بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي تناولت الصحف قضية ارتفاع أسعار كراء السكن في عدد من المدن الألمانية داعية إلى ضرورة إيجاد حلول لها ووضع حد لهذا الارتفاع الذي يثقل كاهل المواطنين. وأكدت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أن على الأحزاب المتفاوضة أن تضع خطة للحد من ارتفاع أسعار السكن لتصبح معقولة، وتطبق أفكارها التي طرحتها في برامجها الانتخابية في سياسة الإسكان من أجل وضع قيود على زيادات الإيجار وتكاليف الوساطة لأصحاب العقارات، وتمويل التنمية الحضرية وتطبيق الإعفاءات الضريبية على التدفئة وغيرها من الإجراءات التي تعود بالنفع على المواطن. من جانب آخر تناولت الصحف اكتشاف نحو 1500 عمل فني لكبار الفنانين التشكيليين العالميين في شقة لعجوز بميونيخ قالت السلطات الألمانية بخصوصها أنها نهبت في العهد النازي ويعود تاريخها إلى ما بين القرن السادس عشر وحقبة الفن الحديث لفنانين مثل كاناليتو وكوربيه وبيكاسو وشاغال وتولوز لوتريك.واعتبرت بعض الصحف أن هذه القضية تبرز إلى الواجهة القوانين المعمول بها في ألمانيا خاصة وأن معظم هذه اللوحات نهبت في العهد النازي بشكل ممنهج من متاحف وأفراد في أنحاء أوروبا فيما لا تزال أعمال وتحف مفقودة وتجري متاحف حول العالم تحقيقات في أصول معروضاتها. وترى صحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" أنه يتعين نشر صور لكل هذه الأعمال على شبكة الانترنت للمساعدة على معرفة أصحابها.