بعد يومين قضاهما في مخيمات الرابوني وتندوف، وصل صباح اليوم الاثنين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، إلى نواكشط حيث التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني. وبعد جولة قادته إلى المغرب ومخيمات البوليساريو، انتقل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ضمن محطته ما قبل الأخيرة، إلى نواكشط، ليختتم جولته بزيارة الجزائر الأربعاء المقبل. وجرت المقابلة بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومدير ديوان رئيس الجمهورية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين، ومنسق برامج الأممالمتحدة في موريتانيا أنتوني أوهيميغ بوماه، ومساعد المبعوث الخاص شارون أوبراين. وكان المبعوث الأممي قد وصل إلى نواكشوط مساء أمس في أول جولة يقوم بها في المنطقة بعد تكليفه من طرف الأمين العام للأمم المتحدة في السادس من أكتوبر الماضي بملف الصحراء. وأثارت زيارة دي ميستورا إلى موريتانيا قبل الجزائر تأويلات عديدة، على اعتبار أن الجزائر تمثل طرفا أساسيا في نزاع الصحراء واستمراره، وفقا لمقرر مجلس الأمن الدولي المتعلق بتمديد بعثة الأممالمتحدة الأخير. وتحاول موريتانيا إيجاد موقع قدم لها في المنطقة، بحيث تسعى إلى تجاوز لعب دور "المتفرّج" إلى "فاعل مؤثر" تتخطى بموجبه لحظة التردد والانبهار التي طبعت مراحل سابقة. وقال عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال بالرباط، إن زيارة دي ميستورا إلى موريتانيا، "إجراء وظيفي خاص بمهام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء"، مبرزا أن "نواكشط لا تملك أوراقا كثيرة في هذا الباب نظرا لانعدام إمكانيات التأثير". وأورد بنخطاب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "دي ميستورا يجعل من موريتانيا ممرا ومحطة من محطات التفاوض الدبلوماسي للوصول إلى قراءة عامة حول الوضع في المنطقة"، مشيرا إلى أن "استقبال مسؤولين في الجبهة دي ميستورا بالزي العسكري، يظهر أن هؤلاء لا يريدون السلام في المنطقة". وأوضح الخبير المغربي في العلاقات الدولية أن "الرهان الأممي من بعد الجلسة التفاوضية الأولى، هو إجبار الجزائر على الجلوس إلى طاولة النقاش والزامها بمقتضيات قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بتمديد بعثة الأممالمتحدة".