اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، بالوضع داخل جبهة التحرير الوطني بالجزائر، واستئناف المؤتمر الوطني العام في ليبيا جلساته بطرابلس، والإعلان عن إنشاء مرصد وطني لمراقبة الانتخابات البلدية والتشريعية التي ستجري في موريتانيا يوم 23 نونبر الجاري. ففي الجزائر، تطرقت الصحف إلى الوضع داخل جبهة التحرير الوطني (الحاكم) في ظل انتقادات وجهت إلى الأمين العام للحزب عمار سعيداني إثر خرجاته التي لم تلق تأييدا من طرف اللجنة المركزية. وكتبت صحف أخرى أن أعضاء من اللجنة المركزية نددوا في اجتماعهم، السبت الماضي، ب"المواقف والتصريحات الأخيرة لسعيداني، والتي تجرأ فيها على تقييم مراحل حاسمة ومؤسسات حساسة في حياة البلاد"، مؤكدين "براءة الحزب من محاولة إقحامه في تحالفات ومنابر وتجمعات لا تلزم إلا سعيداني وحده". وتحت عنوان "ميلاد قطب معارض لترشيح بوتفليقة للرئاسيات باسم جبهة التحرير الوطني"، قالت (الجزائر نيوز) إن البيان الذي وقعه عن الحزب عبد الرحمان بلعياط يشبه إلى حد بعيد موقف عدد من أعضاء اللجنة المركزية سنة 2004 حينما أعلن بعضهم مساندتهم للأمين العام آنذاك علي ين فليس ومساندة آخرين لعبد العزيز بوتفليقة "مرشح الإجماع" لرئاسيات ذلك العام". وأثارت الصحف كذلك الحرب الخفية التي اندلعت مؤخرا بين سعيداني والوزير الأول عبد المالك سلال، بعد انتقاد الأول للثاني ووصفه ب"اللاعب السيء في السياسة"، داعيا إياه إلى "الالتزام بدوره في الجهاز التنفيذي". وفي ليبيا، شكل استئناف المؤتمر الوطني العام جلساته بطرابلس وتشكيله لجنة للتحقيق في حادث اختطاف رئيس الوزراء، وبدء الاجتماع التحضيري ل"مبادرة الحوار الوطني" وقرار الحكومة رفع مرتبات العاملين في الوحدات الإدارية العامة وقضية النازحين أبرز اهتمامات الصحف. وواكبت صحيفة (ليبيا الاخبارية) أشغال جلسة المؤتمر الوطني العام التي انعقدت أمس الأحد، مشيرة إلى أن هذا الأخير استأنف أشغاله بعد الاتفاق الذي توصلت إليه الكتل السياسية بخصوص بنود جدول الأعمال وآلية تسيير الجلسات. وأبرزت الصحيفة أن أعضاء المؤتمر صادقوا في جلسة أمس بأغلبية 131 صوتا على تشكيل "لجنة تحقيق برلمانية عاجلة من أعضاء المؤتمر للتحقيق في حادثة اختطاف رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان" في تاسع أكتوبر الماضي، كما وافقوا بأغلبية 86 صوتا على تشكيل لجنة أخرى للتحقيق في أوجه صرف مبلغ 900 مليون دينار ليبي (أزيد من 700 مليون دولار أمريكي) خصص لرئاسة الأركان بالجيش الليبي. واهتمت صحيفة (فبراير)، من جهتها، بموضوع الحوار الوطني، مشيرة إلى انعقاد اجتماع تحضيري أمس بطرابلس لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها "تحالف القوى الوطنية"، ومسجلة أن الاجتماع شهد حضورا مكثفا لمختلف أطياف المجتمع الليبي. وأفادت الصحيفة بأن تحالف القوى الوطنية، وهو ائتلاف يضم العديد من الهيئات والتنظيمات الليبية، أكد أنه "سيسلم مقاليد إدارة المبادرة إلى هيئة منتخبة تتولى مهام المضي بها قدما من أجل الوصول إلى رؤية متكاملة يمكن ترجمتها في شكل خطط وبرامج تنفيذية". وعلى الصعيد الاجتماعي، تناولت صحيفة (ليبيا الجديدة) قرار الحكومة المؤقتة القاضي برفع أجور العاملين في الوحدات الإدارية العامة بنسبة 20 في المائة اعتبارا من فاتح يناير القادم. وارتباطا بالشق الاجتماعي، توقفت صحيفة (الغد) عند قرار الحكومة المؤقتة تشكيل فرق عمل لحصر النازحين في مختلف مناطق البلاد، مشيرة إلى أن هذه الفرق ستنهي عملها خلال شهرين. وفي موريتانيا، شكل الإعلان عن إنشاء مرصد وطني لمراقبة الانتخابات البلدية والتشريعية التي ستجري في البلاد يوم 23 نونبر الجاري، واجتماع مجلس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا) مع مسؤولي وممثلي مختلف المؤسسات الإعلامية والأحزاب السياسية، أبرز موضوعين تناولتهما الصحف. فقد أشارت الصحف إلى أن إنشاء هذا المرصد كان من بين أبرز مطالب المعارضة الديمقراطية (الراديكالية) التي تقاطع 10 أحزاب منها من أصل11، الانتخابات البلدية والتشريعية المرتقبة . ونقلت عن زير الاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتاني محمد يحي ولد حرمة قوله إن إحداث المرصد الذي سيضم شخصيات " ذات مصداقية وكفاءة ونزاهة ولها تجربة واسعة "، يهدف إلى " تعزيز شفافية وضمان نزاهة الانتخابات القادمة". كما ركزت على تحديد اللجنة المستقلة للانتخابات يوم الجمعة المقبل موعدا لانطلاق الحملة الانتخابية لاقتراع يوم 23 نونبر المزدوج الذي يشارك فيه 71 حزبا، من بينها 11 تحالفا، قدمت 1102 لائحة للانتخابات البلدية و437 ترشيحا للانتخابات التشريعية التي قاطعتها 10 أحزاب منضوية تحت لواء منسقية المعارضة، بينما يشارك فيها حزب واحد عنها وهو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذي التوجه الإسلامي والذي علق أنشطته داخلها. وفي سياق متصل تطرقت الصحف إلى الاجتماعات التي عقدها مجلس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية مع المسؤولين عن مؤسسات الإعلام العمومي وممثلي الإعلام السمعي البصري الخصوصي والتجمعات والروابط الصحفية لتدارس السبل الكفيلة بضمان تغطية إعلامية شفافة ومتوازنة بتساو ما بين الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات المقبلة لوسائل الإعلام العمومي. وذكرت بأن أن الاجتماع مع ممثلي الإذاعات والتلفزيونات الخاصة والتجمعات والروابط الصحفية مع الهيئة توجا على التوالي بالتوقيع على ورقة عمل، وإعلان مبادئ حول تغطية أنشطة الأحزاب السياسية "تغطية متوازنة وفعالة" وفقا "للضوابط المهنية والأخلاقية" و"التزام الحياد والموضوعية وضمان المساواة بين المتنافسين طيلة الحملة الانتخابية". وفي هذا الصدد، لاحظت صحيفة (الفجر) أن الأحزاب السياسية "بدأت الحملة الانتخابية مبكرا حيث غصت المطابع بآلاف الصور والشعارات، كما تم استئجار جميع السيارات العابرة للصحراء تقريبا". وعلى صعيد آخر، علقت أسبوعية (لاتربين) على اختطاف وقتل الصحفيين الفرنسيين غيسلان دوبون وكلود فيرلون من إذاعة فرنسا الدولية في مدينة كيدال بأقصى شمال مالي بقولها إن "قتلهما يذكرنا على الأقل بأن هذا البلد الشقيق ما يزال عرضة للتمزق، وما يزال تحت قبضة مجموعات إرهابية يمكن أن تضرب بقوة مرة أخرى".