بعد مباراة أولى ناجحة ضد المنتخب الوطني الغاني "النجوم السود"، سيلعب المنتخب الوطني المغربي "أسود الأطلس" مباراته الثانية ضد المنتخب الوطني لجزر القمر، وعينه على الفوز والتأهل إلى الدور الموالي بالطبع، لكن كرة القدم بعيدة كل البعد عن أن تكون رياضة أرقام، ووحدها ال 90 دقيقة من المباراة كفيلة بالإعلان عن نتيجتها. وخلال مباراتهم الأولى في مواجهة فريق الأخوين أيو، كان على "أسود الأطلس" التعامل مع الغيابات العديدة التي حتمت إجراء تغييرات في اللحظات الأخيرة؛ إذ تمت إعادة تركيب خط الهجوم إلى حد كبير للتعويض عن الإصابات التي طالت عددا من اللاعبين. وبفضل إصرارهم وانضباطهم التكتيكي منذ بداية المباراة حتى صافرة النهاية، فاز اللاعبون المغاربة بهدف الخلاص من توقيع بوفال، ولكن قبل كل شيء بتميز الحارس بونو الذي برع خلال المباراة في إنقاذ مرماه. وخلال المباراة الثانية، يمكن للناخب الوطني وحيد خليلوريدش الاستفادة من عودة بعض من هؤلاء اللاعبين المتمرسين، ولكن قبل كل شيء الاعتماد على الثقة التي اكتسبها اللاعبون الفتيان الذين يتوقع منهم شعب بأكمله دوما الأفضل. ويخوض المنتخب الوطني المغربي هذه المباراة أمام منتخب جزر القمر الذي خسر مباراته الأولى أمام الغابون (1-0). لم ينجح هذا المنتخب في فرض سيطرته على الغابون، الأكثر ثباتا، ومع ذلك فقد أظهر بوادر طيبة، وحصل على العديد من الفرص. وكأي مباراة في كرة القدم، تستدعي المباراة الثانية الثقة بالتأكيد، ولكن اليقظة فوق كل شيء. وكل مباراة يتم خوضها بمعزل عن المباريات الأخرى، وبحساباتها الخاصة وخصوصياتها ووفقا لمميزات الفريق المنافس. وإذا كان على الورق كل شيء يبدو يسيرا وميسرا لصالح "أسود الأطلس"، فإن منتخب جزر القمر وبعد خسارة مباراته الأولى، سيتمسك بالتأكيد بالمزيد من الواقعية خلال هذه المباراة الحاسمة من أجل التأهل. ويستفاد من المباراة الأولى للمنتخب الوطني أن المدرب الفرنسي البوسني وحيد خليلوزدش عرف كيف يوزع اللاعبين من أجل تحقيق الفوز في النهاية. فمن خلال وضع سامي مايي في خط الوسط بدلا من سفيان أمرابط، أعطى مزيدا من الصلابة لخط الوسط، علما بأن مايي يستطيع في الوقت نفسه أن يحل محل أشرف حكيمي عندما يقوم هذا الأخير بطلعاته، مع تقليل الخطر الذي خلقه الأخوان أيو. كما خلق تموقع أبوخلال في خط الهجوم الكثير من التهديدات للخصم بحيويته وتحركاته، ومهد الطريق لهدف النصر بعد إعاقته العديد من اللاعبين، ما ترك مساحة فارغة لبوفال الذي كان عليه فقط التسديد وإنهاء المباراة. وبطبيعة الحال، كان دور الحارس بونو حاسما، فهذا الودادي السابق الذي يعتبر واحدا من أفضل حراس المرمى في العالم، ذو الوجه الطفولي والشخصية الحازمة، يعرف كيف يقدم أفضل ما لديه من خلال العمل الجاد والتركيز. وبونو قادر على توجيه زملائه في الدفاع، وهو علاوة على ذلك ذو سلوك مثالي، وتسكنه روح المنتصر ويرفض الهزيمة، وهي جميعها خصائص تحدد براعته في الميدان ليظل في كثير من النواحي اللاعب الذي يصنع نقطة التحول في المباراة. و.م.ع