أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وضع خطة لتجاوز تداعيات الحرائق التي عرفتها واحات الجنوب الشرقي صيف العام الماضي. وقالت وزارة الفلاحة إن هذه الخطة تنسجم مع الواقع المحلي وتنبني على منظومة حماية ذاتية وإجراءات احترازية ضد الحرائق. جاء ذلك في جواب لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على سؤال برلماني. محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أكد في جوابه أن هذه الخطة تضمنت القيام بعدة مشاريع، منها توزيع فسائل أنبوبية للنخيل ذات جودة عالية بالمجان على الفلاحين المتضررين من الحرائق في إطار برنامج إعادة هيكلة الواحات، مشيرا إلى أن النخيل المحترق يستعيد حياته وإنتاجيته بعد سنة. كما تم القيام ببرمجة سنوية لمشاريع تنقية أعشاش النخيل، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي تعرف حرائق متكررة، وكذا توسيع المسالك داخل الواحات لتسهيل ولوج شاحنات وآليات الوقاية المدنية لإطفاء الحريق في حالة نشوبه، وتجهيزها بالإنارة بالطاقة الشمسية. وتم أيضا توزيع آليات التدخل السريع لفائدة جمعيات مستغلي مياه الري لأغراض زراعية، وإحداث فوهات مائية على طول الواحات ووضع لوحات تحسيسية لتجنب أسباب الحريق. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الفلاحة إنجاز مشروع تثمين مخلفات النخيل عبر إنشاء وحدة لإنتاج السماد المخمر، مما يساهم في تنظيف الواحة والتخلص من أسباب الحرائق بشكل تلقائي عبر تسويق هذه المخلفات من طرف الفلاحين بغية الرفع من دخلهم. واستحضرت الوزارة تنظيم دورات تحسيسية لفائدة ساكنة الواحات، بتنسيق مع السلطات المحلية والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجرة الأركان والوقاية المدنية والمصالح الجهوية للمياه والغابات والمجتمع المدني، حول أهمية الواحة وضرورة الحفاظ عليها من الحرائق والانخراط الفعلي في تنقيتها من الأعشاب والجريد الجاف وفتح الممرات والمسالك لتسهيل وصول معدات الإطفاء إلى بؤر الحريق في حالة نشوبه. وكانت واحات الجنوب الشرقي للمملكة قد عرفت حرائق متتالية صيف العام الماضي، وقدرت جمعيات بالمنطقة عدد أشجار النخيل التي احترقت بالآلاف.