"هكذا نتمثل بدايتنا في اكتشاف الذات و الأخر، من الكلمة إلى فن الحوار نجدنا نفعل، ننفعل و نتفاعل، نداعب لغاتنا حرفا و جملة، و ننحت أجسامنا حركة حركة ونعزف الألوان لونا و نوتة في مساحات كتب لنا أن نصدح و نفرح و نمرح فيها هنا بالحسيمة، هنا النكور" بهذه الكلمات افتتح مهرجان النكور للمسرح المتوسطي بالحسيمة في نسخته الخامسة، وهو الموعد الذي اختارت له جمعية تفسوين المنظمة شعار "المسرح، فرجات بلا حدود" على أن يمتدّ ل6 أيام متتالية. وقد شهد الحفل الإفتتاحي الذي احتضنته قاعة العروض لدار الثقافة مولاي الحسن، وبحضور وفد رسمي جهوي ونشطاء حسيميّين من مختلف المجالات، الوقوف ترحما على وفاة الباحث و الأستاذ حسين الإدريسي الذي غادر إلى دار البقاء نهاية الأسبوع المنصرم، وهنا اختار منظمو المهرجان تسمية الدورة الحالية بإسمه عرفانا للمساهمات التي قدمها للشأن الثقافي الأمازيغي بالمنطقة و تكريما له. سعيد أبرنوص، مدير المهرجان و في تصريح لهسبريس، قال إن المنظمين حاولوا خلال الدورة الحالية تكريس نجاح الدورات السابقة عبر إضافة فقرات جديدة بالشارع و الساحات العمومية، وأضاف "شعار الدورة هو الفرجات الشعبية وعلاقتها بالمسرح الحديث و إمكانية النهل من هنا و هناك من أجل متعة جديدة و بطريقة مغربية خالصة، حيث استحضرنا "امديازن" باعتباره ثراتا أمازيغيا، كما استحضرنا الحلقة كفن و عروض البهلوان للتقرب أكثر من الأطفال و تعريفهم بوجود المهرجان". "هناك دعم للمهرجان، وهناك أناس يؤمنون بما نقوم به و بجدوى و أهداف المهرجان، و هناك بعض المؤسسات التي لم تصل بعد لفهم ما يمكن أن تقدمه مثل هذه التظاهرات لتطوير و تنمية الوعي الثقافي بالبلد و ما تفتحته من قنوات للتوصل مع جهات أخرى من المعمور، نتمنى خلال الدورات المقبلة أن يكون الدعم أكثر و أقوى" يضيف أبرنوص. وقد تم خلال الحفل الافتتاحي تكريم الممثل المغربي محمد بسطاوي الذي قال في تصريح لهسبريس " هذه أول مرة يتم تكريمي في مهرجان مسرح رغم أنني ابن المسرح و جئت من المسرح، و سيبقى هذا اليوم في مميزا في تاريخ حياتي لذلك أنا سعيد جدا و أشكر المنظمين على تفكيرهم في شخصي"، وزاد: "هناك من طرح أسئلة عن علاقة بسطاوي بأب الفنون، و هنا أقول للمتسائلين إن بسطاوي ابن المسرح و بدايتي كانت فيه، و طيلة عشر سنوات الأولى لم اشتغل بالتلفزة أو السينما، واعتبر الركح القاعدة و الأساس، و من هنا أدعو للاهتمام به و تشجيعه في هذه المدينة الرائعة القريبة لقلبي". التكريم المحلي، وفق تصنيفات منظمي المهرجان، كان من نصيب سلوى المقدم، الوجه النسائي المشتغل ب "الأولى" في تقديم نشرات الأخبار بالأمازيغية، وقد عبرت عن سعادتها بهذا التكريم، موردة في كلمة لها عن اعتزازها بالإنتماء للمنطقة، وقالت "مدراء بالقطب العمومي فعلوا المستحيل لأقدم نشرات الأخبار بالعربية لكني رفضت لأن ما أجده في الأمازيغية كلغة لا أجده في غيرها"، داعية للمهرجان بالتوفيق و القيام بدوره للتعريف بالثقافة المتوسطية. نهاية حفل البداية أعقبها أول عرض ل "مسرح النكور" وهي مسرحية "عمار الليل" التي ألفها سعيد أبرنوص، بسينوغرافيا ادريس السنوسي و إخراج فاروق أزنابط ، فيما احتضنت ساحة محمد السادس فرجات شعبية و عروضا لمسرح الشارع تضمنت فنون الحكواتي وإبداعات الفرق الفلكلورية التي تفاعل معها الحاضرون من أبناء المدينة و ضيوفها. و يعرف مهرجان النكور في دورته الخامسة مشاركة فرق مسرحية من المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و العراق و فلسطين، كما سيعرف تكريم الفنان المبدع الفلسطيني حسين نخلة ، في حين تشهد قاعة الندوات ببلدية الحسيمة تنظيم ندوة علمية في موضوع " من الفرجات الشعبية الى المسرح: تجارب و اتجاهات".