تعلن قيادة الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة استئناف إصدار فقرات الرواية بعد أن انتفت أسباب تنفيذ البلاغ الأول (-نشر في هسبريس بتاريخ 24.09.2013-) الذي توقفت بموجبه الفقرات، و ذلك احتفاء بانتصار العقل و التعقل و النضج و حرية الرأي، و تتويجا للمجهودات الذهنية التي بذلت في ظرف وجيز في البلد الحبيب سيرا قدما نحو التقدم في مجال الفكر المتنور المنفتح الذي لو استمر لكان له مفعول المفتاح السحري لدخول عالم التقدم و الازدهار من بابه الواسع. كما تشيد قيادة الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة بذكاء كل من عمل على احتواء الأزمة تلك بصدق و تجرد و موضوعية. الهدف هو الوصول إلى وضعية نظيفة يطبق فيها القانون دون محاباة و لا مبالغة. وضعية تجعل المواطنين لا يخافون من العدالة بل يتعاونون معها و يقبلون أحكامها و يحتكمون لقراراتها. لن يتأتى ذلك دون مجهود فكري إضافي من طرف كتّاب الرأي و النقاد و الصحفيين في المجال السياسي و الاقتصادي. البلد الحبيب ليس بلدا متقدما، بل هو بلد في طريق النمو. هذا يعني أن حرية التعبير في البلد الحبيب، و إن كانت بلغت درجات مهمة، لم تصل بعد إلى المبتغى. كلما صودر رأي إلا و كان المبرر حماية الاستقرار و المحافظة عليه و تفادي الفتنة النائمة. لا مبرر أبدا لمصادرة الرأي في البلدان المتقدمة. ولكن، و بكل موضوعية، لا مناص لكتاب الرأي و النقاد و الصحفيين في المجال السياسي و الاقتصادي من التعامل مع هذا المبرر في البلد النامي حسب مبدأ لا إفراط و لا تفريط، شريطة أن تعجّل الإدارة بإنزال مشاريع الإصلاح الحقيقي على أرض الواقع بكل صدق. يمكن أن نتفهم وضعية البلد في ما يتعلق بالأمية و الجهل و الفقر و التركيبة النفسية للمجتمع، و هي وضعية ربما لا تحتمل الكثير من النقد المباشر المبرّح... فتقنيات التعبير كثيرة، و لا يلجأ الكتّاب و الصحفيون إلى الأسلوب المباشر جدا سوى إذا خانهم إبداعهم أو خيالهم أو إذا نفذ صبرهم. فليستعينوا بالصبر و الصلاة، أو بالحكمة و الذكاء. الشعب في البلد لا يحبذ الأسلوب المباشر في النقد، هذه طبيعته. و بكل صراحة، الشعب عموما لا يستنكر كثيرا أن يتابع أحدهم بتهمة الكتابة. إنه شعب لا يقرأ، فمن الطبيعي أن لا يهتم بمتاعب الكتّاب و الصحفيين. لو وضع كل طرف نفسه مكان الآخر لانجلى الكثير من الضباب. الصحفي يريد السبق الصحفي و تمرير الخبر لقرائه في أسرع وقت ممكن. الخبر مقدس. لا نقاش في هذا الأمر. فالصحفي ليس معنيا بما يريد مسؤولون تركه طي الكتمان. و من يريد ضمان عدم نشر خبر مهم عليه العمل على عدم وقوع الحدث، فما الخبر سوى وصف للحدث. الخبر مقدس إذا و لو كان البلد في طريق النمو. ولكن ماذا عن التعليق الحر في البلد الذي هو في طريق النمو؟ الخبر يمر بسرعة و لا أحد من العامة يقرأه من كل جوانبه، كما أن العامة تنسى الأخبار اليومية و الأسبوعية بمجرد قراءتها. التعليق الحر هو الذي يتكفل بمهمة التذكير و التوضيح و التفسير. لا ضرر في أن يتخلل التعليق بعض الإبداع الراقي لتفادي الاصطدام و ذلك مراعاة للطبيعة و الجغرافية. طبيعة الشعب و جغرافية البلد النامي. يجب أن يوجه التعليق للإدارة من أجل إقناعها بالإصلاح، و ليس من أجل نيل لقب من ألقاب البطولة و الشجاعة. لقد انتهى زمن البطولات على كل حال، و لا يمكن التحرك في العصر الحالي سوى في إطار جماعي مجتمعي. و لن يتأتى ذلك سوى بالنضج الفكري العام في كل الأوساط. و أقرب وسيلة لحصول النضج الجماعي هو إقناع أصحاب القرار بمحاسن التغيير. و أما أحسن أسلوب لإقناعهم فهو الأسلوب اللطيف الذي تتموضع فيه الكلمات بذكاء دون إفراط و لا تفريط. التأدب في القول لا يعني الجبن. والجرأة لا تعني وضع الملح على الجراح. و لا مجال للثأر للنفس ضد الأشخاص، أو الجماعات، أو الإدارة، لكل من ادعى الخير للوطن، و لو تأخرت النهضة. و لا بد للنهضة أن تكون مبنية عن قناعة جماعية بما فيها الإدارة. لا نهضة فكرية دون إشراك الإدارة. سبب عدم التحاق الإدارة بالنهضة الفكرية المنشودة هو فشل المثقفين بإقناعها بمحاسن الثورة الفكرية التي من شأنها إجلاء عوائق التقدم. و لا يمكن بتاتا تبرير هذا الفشل بكون الإدارة تشوبها الكثير من العيوب لها علاقة بالمال العام أو بالرشوة و ما إلى ذلك تمنعها من تقبّل فكرة التغيير، و ذلك لأن نفس العيوب و بنفس القدر تنطبق على معظم المثقفين الذين لهم مصالح يتشبثون بها تشبث الجنين بثدي أمّه. ببساطة شديدة، المثقفون هم هؤلاء و هؤلاء، كتاب الرأي المناضلون و الصحافيون المناضلون، و المناضلون المتحزبون، الذين ينشدون التغيير، و ينتقدون الأوضاع، و يستنكرون الرشوة و نهب مال الشعب و تبذيره. لا يمكن لمن لا يؤمن حقيقة بالنهضة الفكرية حفاظا على مصالحه أن يقنع طرفا آخر بنجاعة فكره. جل الأطراف متورّطة ربما في الأنانية حتى النخاع، فلا يمكن تغليب طرف على آخر، و لا حكمة و لا مصلحة في تغيير طرف بآخر ليس أفضل منه. و ما لجوء طرف من الأطراف أو شخص من الأشخاص إلى التوتر و اللجوء إلى الأسلوب المباشر جدا في النقد و الانتقاد سوى تعبير على نفاد صبره في الحصول على قسط مهم نسبيا من كعكة ما. من المستحسن إذا مضاعفة مجهود الإبداع و تجنب الكسل لتفادي الاصطدام مراعاة للأحوال العامة، في انتظار النضج الفكري العام في كل الأوساط قبل اللجوء إلى الأسلوب المباشر في الكتابة و النقد. الإدارة كما هي منا و إلينا، و جموع الصحفيين و المثقفين كما هم منا و إلينا، و لا وجود لفئة أفضل من الأخرى. فلا للإقصاء أولا. تتمنى قيادة الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة أن يكون هذا البلاغ -رقم2- واضح المعالم، نافذ المعنى و كفى. ولكن المهم النبأ السار الذي جاء به هذا البلاغ و الذي أطلق العنان مجددا لفقرات الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة. و تحية للقراء الشرفاء الأعزاء. كان يا مكان في قديم الزمان... يتبع...