وضعت الشبكة المغربية لحماية المال العام شكاية على مكتب حسن الداكي، رئيس النيابة العامة، تطالب من خلالها بالتحقيق في صفقة التدبير المفوض مع شركة النقل الإسبانية "ألزا". واستعرضت الشبكة الحقوقية، في شكايتها، مجموعة من "الاختلالات" التي شابت صفقة تفويت مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" تدبير قطاع النقل العمومي للشركة المذكورة. وأكدت الهيئة نفسها أن الملاحظات المسجلة على الصفقة التي فازت بها شركة "ألزا" تبرز "المس بشكل مباشر بالمال العام على حساب جودة الخدمات المقدمة للزبائن بمختلف الجماعات التابعة لمؤسسة التعاون". وأوضح المصدر نفسه أن تمكن الشركة الإسبانية "ألزا" من الفوز بصفقة التدبير المفوض للنقل الحضري بالدارالبيضاء سنة 2019 "كان وفق شروط جرى فيها انتهاك المال العام". وسجلت الشبكة أن "العقد المبرم مع الشركة يظهر تمريرها الشروط التي تقدمت بها، وضمنها مراجعة الضريبة، لتفادي جزاءات التأخير، وما يهم التصريحات الخاصة بالضريبة على القيمة المضافة"، مشددة على أن "شركة ألزا لم تتحمل أي استثمار خلال ولوجها إلى الدارالبيضاء"، ومشيرة إلى أن "ما تم تقديمه من تسهيلات ومساعدات لها لم تحظ به الشركة السابقة التي كانت تدبر قطاع النقل الحضري". وأكدت الشبكة الحقوقية أن "الجماعة الترابية للدار البيضاء مكنت الشركة من أسطول من الحافلات كان بحوزة الفاعل السابق 'ميدينا بيس'، فيما مولت مؤسسة التعاون بين الجماعات من أموال دافعي الضرائب 100 بالمائة أسطول الحافلات المستعملة التي انطلقت بها شركة ألزا بمبلغ 140 مليون درهم؛ كما أنها ستتوصل ب60 مليون درهم إضافية لنفس الغرض، لشراء 400 حافلة مستعملة بثمن معلن عنه حدد في 300.000 مليون درهم، غير أن ثمنها الحقيقي لا يتجاوز 150.000 مليون درهم وفق المواقع المتخصصة في بيع مثل هذه الحافلات". وأكدت الشكاية أن "شركة النقل ألزا لم تتكبد أي خسارة، بالنظر إلى التسهيلات والمساعدات التي قدمت لها من لدن الدارالبيضاء ومؤسسة التعاون، بينما ربحها مضمون بشكل لافت". ولفت أصحاب الشكاية إلى كون الشركة الإسبانية "تستمر في التحايل على السلطات المفوضة من أجل الحصول على الدعم باستمرار"، موردين أنه "يكفي اطلاع بسيط على تكلفة الاستغلال والصيانة التي يقدمها فاعلون آخرون في الميدان لمعرفة الارتفاع الصاروخي لقيمة الفواتير التي تكشف عنها شركة النقل ألزا، لنخلص إلى أن شبهة التلاعب الخطير بالمال العام تتم تحت أنظار السلطات المفوضة، دون أن تعمل على تفعيل دورها في الرقابة وحماية المال العام". كما أوضحت الوثيقة أن أرباح الشركة "ستصل إلى 260 ألف درهم يوميا بعد ارتفاع عدد الحافلات إلى 700 حافلة؛ وإذا احتسبنا نسبة 20 بالمائة كهامش للخطأ في الحسابات فإن الربح الصافي سيكون 208 آلاف درهم يوميا، فيما الأرباح السنوية ستصل إلى 74.880.000 درهم". واعتبرت الهيئة الحقوقية أن مجلس جماعة الدارالبيضاء "يتحمل تبعات المخطط الاجتماعي لشركة ألزا، إذ كشف العقد الموقع بين الطرفين أن شركة النقل ألزا تطالب ب60 مليون درهم من أجل تمويل المخطط الاجتماعي الذي يتعلق بالمغادرة الطوعية لأزيد من 800 مستخدم، وبذلك تكون المدينة ساهمت بأموال دافعي الضرائب في إحالة عدد كبير من المستخدمين على البطالة".