إنزال عسكري جديد شهده بحر الأبيض المتوسط، بعدما حرّكت البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية أسطولهما البحري في قلب حوض المتوسط، في مناورات عسكرية "ثقيلة" أثارت ردود فعل متباينة داخل الأوساط الإسبانية. ونشرت صفحة الأسطول السادس الأمريكي على شبكة "تويتر" صورة تظهر فرقاطة علال بن عبد الله (F615) بمعيّة حاملة الطائرات المقاتلة هاري س. ترومان (CVN75)، وهما يعبران مضيق جبل طارق. وقال الأدميرال كيرت رينشو، قائد مجموعة القتال التابعة للناقلة، في بيان صدر أمس: "أظهرت مجموعة حاملة الطائرات الهجومية مرة أخرى اليوم تنوعها الأدائي، وذلك لتعزيز قابلية التشغيل البيني مع شركاء متشابهين في التفكير في كل من التدريب والعمليات الواقعية". وأضاف رينشو: "لقد كانت تجربة رائعة لفريقنا أن يبحر إلى جانب البحرية الملكية المغربية"، وزاد: "مع شركائنا المغاربة، نتشارك بالتأكيد هدف تعزيز ظروف الأمن البحري والاستقرار في المنطقة وردع أو مواجهة أولئك الذين يهددون الأمن في أي مكان في العالم". وتقول مصادر عسكرية إسبانية إن هذه المناورات تدخل ضمن "الدعم الذي تريد الولاياتالمتحدة أن تقدمه للمغرب في المنطقة، لاسيما على صعيد قيادتها الإقليمية ضد الجزائر". ولم يرد في البيان الذي أصدرته البحرية الأمريكية أي ذكر للتعاون مع الفرقاطات الإسبانية خلال هذا العبور عبر المضيق. ولا تنظر مدريد بعين الرّضا إلى تزايد التنسيق الميداني والعسكري بين واشنطن والرّباط؛ وقد تقوّى هذا التّقارب وبدأ يعطي ثماره بتنظيم مناورات ضخمة على الشّريط المتوسطي، الذي لم تهدأ مياهه منذ ما يقرب الأسبوع، بعدما تحرك الأسطول العسكري البحري الأمريكي في مناورات جمعته بنظيره المغربي، الذي شارك بفرقاطة. هذا التّوجس مفهوم وله تبريراته، بالنظر إلى حجم التّفاهم الذي يطبع العلاقات بين الرباطوواشنطن، وقد تكلّل بتوقيع اتفاق تاريخي يقضي باعتراف أمريكا بمغربية الصّحراء، وهو الأمر الذي أثار حساسية كبيرة داخل الأوساط الإسبانية، التي فوجئت بالإنزال العسكري الكبير في المتوسط. وبين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية علاقات إستراتيجية تهم مجالات تعاون على مستويات متعددة. هذه العلاقات الثنائية بين البلدين تطورت بشكل لافت في السنوات الماضية، التي عرفت تبادل زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى على المستوى الأمني والعسكري.