للمرة الثالثة تمنع سلطات العاصمة الرباط وقفة احتجاج للتضامن مع الشعب الفلسطيني وضد التطبيع مع إسرائيل، بعد منع وقفتين خلال الأسبوع المنصرم. وعلى غرار الوقفتين السابقتين، استبقت عناصر القوة العمومية الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، مساء اليوم الإثنين، وطوّقت المكان المحدد للوقفة أمام مقر البرلمان. وبمجرد قدوم أعضاء من الهيئة الداعية إلى الوقفة، بمناسبة تخليد اليوم الدولي التضامني مع الشعب الفلسطيني، تدخلت القوة العمومية وحالت دون وصولهم إلى الساحة التي كان مقررا أن ينظموا فيها شكلهم الاحتجاجي. وبفعل تدخل أفراد قوات الأمن، تحولت الوقفة إلى مسيرة احتجاجية على طول شارع محمد الخامس، هتف فيها المحتجون بشعارات منددة بالتطبيع مع إسرائيل. ووسط محاولات عناصر القوة العمومية إبعادهم، ردد المتضامنون مع الشعب الفلسطيني شعارات: "أنظمة تساوم فلسطين تقاوم"، "فلسطين أمانة باعوها الخونة"، قبل أن يحتجوا ضد منع شكلهم الاحتجاجي بترديد شعار: "واك واك على شوهة سلمية وقمعتوها". عبد الحميد أمين، عضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، ندد بمنع تنظيم الوقفة، وقال إنها "تُنظم بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي الذكرى التي كانت تخلد في المغرب بشكل عادي منذ عقود". وأردف أمين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "منذ ثلاثة وأربعين عاما ونحن نحيي هذه الذكرى ولم نُقمع أبدا، وهذه أول مرة نُقمع فيها بمناسبة إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني". وتعليقا على أسباب منع الوقفة الاحتجاجية، اعتبر أمين أنه "يتماشى مع سياسة التطبيع وانبطاح النظام المغربي أمام الصهيونية. وقد تجلى هذا الانبطاح في اتفاق التطبيع وزيارة وزير العدوان الصهيوني إلى بلادنا"، بتعبيره. وأضاف المتحدث ذاته: "هنا في الرباط يمنعون الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني وضد التطبيع بشكل أكبر مقارنة بباقي المدن، لأنهم يريدون أن يبينوا أنه لا توجد أي احتجاجات ضد التطبيع في العاصمة، وأن الجميع يؤيد سياسة المخزن". من جهته قال محمد الغفري، مقرر الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، إن الجبهة دعت إلى وقفات احتجاجية في ست وثلاثين مدينة مغربية، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وزاد: "عندما يخرج الشعب المغربي في هذه الذكرى فهذا يعني أنه ضد التطبيع، وليؤكد أن الصهاينة يرتكبون جرائم في حق الشعب الفلسطيني". وأردف المتحدث ذاته: "الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والشعب المغربي لا يمكن إلا أن يناصر المظلومين، ويمد يده إلى الشعب الفلسطيني"، مضيفا أن الشعب المغربي "سيستمر في مساندته للشعب الفلسطيني ما دام تحت الاحتلال".