تعهد أعلى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأحد، بتعزيز التعاون في مواجهة "التهديدات الهجينة"، وذلك خلال زيارة إلى ليتوانيا ركزت على أزمة المهاجرين في بيلاروسيا، والحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا. وجدد الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، دعوة موسكو إلى "خفض التصعيد" قرب الحدود الأوكرانية، وحذر من "تكاليف وعواقب" شن عدوان على جارتها. وجاءت زيارة ستولتنبرغ ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إلى ليتوانيا قبيل اجتماع، الثلاثاء والأربعاء في لاتفيا المجاورة، لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، سيشارك فيه، خصوصا، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لمناقشة المخاوف بشأن الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية. واتهم ستولتنبرغ وفون دير لايين بيلاروسيا بتدبير أزمة المهاجرين، وبالتالي تشكيل ما يسمى "التهديد الهجين على الاتحاد الأوروبي"، وهو ما تنفيه مينسك. وعبر آلاف الأشخاص، معظمهم من الشرق الأوسط، أو حاولوا عبور الحدود البيلاروسية في الأشهر الأخيرة للوصول إلى دول شرق الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمال الأطلسي، مثل لاتفيا وليتوانيا وبولندا. وشددت فون دير لايين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ستولتنبرغ والقادة الليتوانيين، على أنه "للرد على مثل هذه الأحداث من المهم أن يعمل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو جنبا إلى جنب". من جانبه قال ستولتنبرغ: "ناقشنا إمكانات تكثيف العمل المشترك لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك من خلال إعلان مشترك جديد، لأننا أقوى وأكثر أمنا عندما نعمل معا". قلق كبير من روسيا كشفت فون دير لايين، أيضا، أن الاتحاد الأوروبي قرر أن يضاعف ثلاث مرات الميزانية المخصصة لإدارة الحدود في لاتفيا وليتوانيا وبولندا، لعامي 2021 و2022، لترتفع إلى 200 مليون يورو. وأوضح المصدر نفسه أن هذه الأموال ستُنفق على آليات الدوريات والمراقبة الإلكترونية، بما في ذلك ما يرتبط بمهام "الطائرات المسيّرة". الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا، في إشارة إلى الوضع على الحدود بين بلاده وبيلاروسيا، قال: "إذا ازداد الوضع الأمني سوءا فإننا لا نستبعد إجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة لحلف شمال الأطلسي". وبموجب المعاهدة التأسيسية للحلف شمال الأطلسي، يمكن لكل عضو المطالبة باجتماع المنظمة للتشاور عندما يرى أن أمنه أو استقلاله مهددان، وقد أشارت بولندا، بدورها، إلى أنها قد تلجأ إلى هذه المادة. واعتبر ستولتنبرغ أن "الزيادة غير عادية في وجود الدبابات والمدفعية والطائرات المسيّرة، وآلاف العسكريين الجاهزين للقتال، تمثّل مصدر قلق كبير لأسباب عديدة، أبرزها أنها بلا موجب ولم يتم تبريرها". وتابع الأمين العام للحلف الأطلسي: "الرسالة إلى روسيا هي أن عليها خفض التصعيد والتوتر والتحلي بالشفافية"، مضيفا: "إذا قررت استخدام القوة فستكون هناك عواقب بالطبع".