تسليط الضوء على علاقة فنلندا بالدول المغاربية، كان هدفَ معرضٍ تحتضنه المكتبة الوطنية بالرباط، من المرتقب أن ينقل في وقت لاحق إلى الجزائر وتونس. ويقدم المعرض معلومات عن علاقة فنلندا بالدول المغاربية وصلاتها المبكرة بالثقافة العربية منذ عهود "الفايكنيز"، وعن جورج أوغست والين-عبد الوالي-(الباحث والمروج للثقافة العربية)، وعلاقة عالم الاجتماع إدوارد ويسترمارك بالمغرب، واعتراف فنلندا باستقلال الدول المغاربية وعلاقتها معها. ومن بين ما يذكره المعرض أن "الصحف الفنلندية تابعت عن كثب جهود المغاربة من أجل التحرر من نفوذ فرنسا وإسبانيا"، وسجل أن "ويسترمارك قد التقى بوالد الأمير عبد الكريم منذ عام 1889 في تطوان. وكان يعرف عبد الكريم منذ أن كان هذا الأخير في العاشرة من عمره. وقد وصفه في كتاباته ببطل الحرية المغربي". في هذا الإطار، قال محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إن هذا المعرض "يدخل في إطار شراكة بين المكتبة الوطنية وسفارة فنلندا ومؤسسة الأرشيف الفنلندية"، وينظم "في إطار برنامج فنلندي، ويُعتزم تجوّلُ هذا المعرض بين دول المغرب الكبير". وتابع الفران، في تصريح لهسبريس، بأن "ما جعل المكتبة الوطنية تنخرط في هذا المعرض مع السفارة، هو العلاقات العريقة بين فنلندا والمملكة المغربية، وآفاق التعاون الموجودة الآن في مجموعة من المشاريع بين البلدين". وواصل قائلا: "يوجد أركيولوجيون وسويولوجيون فنلنديون زاروا المغرب في بداية القرن الماضي، ومنهم من زار المغرب في سنة 1889 ونسج علاقات جيدة مع المغاربة"، كما "كانت هناك زيارات واستقرار لمجموعة من العلماء الفنلنديين في مجال دراسة المجتمع المغربي". وأضاف مدير المكتبة الوطنية أن "فنلندا كانت من الدول الأولى التي اعترفت باستقلال المغرب في 1956، ناهيك الآن عن مشاريعها في ربط بعض المؤسسات العلمية، مثل مؤسسة محمد السادس التي تجمعها مجموعة من المشاريع بمركز الدراسات والبحوث العلمية بفنلندا، وبعض المشاريع المقامة الآن المتعلقة بمحاربة التصحر في أقاليمنا الجنوبية بالصحراء المغربية". واعتبر الفران أن كل هذه المعطيات "تعكس التواصل والتعاون الرابط بين بلدينا، ومن هنا جاءت فكرة أن يعرض هذا المعرض بالمكتبة الوطنية بالمغرب"، قبل أن يختم بأن هذا المعرض "سيتم عرضه في الدول الأخرى، لكن تبقى العلاقات المغربية الفنلندية متميزة بالمقارنة معها".