في "ليلة كناوية" تقليدية، امتزج فيها الأسطوري بالتاريخي والاجتماعي بالنفسي، انضمت أسماء حمزاوي إلى كبار "لمْعلمين"، ليصدح صوتها بين أسوار مدينة موكادور، ضمن أمسية تحتفي بإدراج كناوة ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث الثقافي غير المادي. وتألقت رئيسة فرقة "بنات تومبكتو" النسائية لفن كناوة إلى جانب "لمْقدمات" ليسافرن في ثنايا الفن الگناوي، بتقديم لوحات راقصة على إيقاعات الكنبري والقراقب، وبث روح جديدة في هذا اللون الفنّي الذي ظل محتكراً من الرجال. تحكي أسماء الحمزاوي لهسبريس: "أنا لست مُتطفلة على فن تكناويت، نشأت وسط أسرة كناوية، ورثت هذا الفن من والدي لمْعلم رشيد الحمزاوي، ووالدتي كلثوم، وكنت أرافق والدي منذ السابعة من عمري إلى العديد من الاحتفالات والسهرات وليالي 'الجذبة'". وفي سنة 2012، أسّست أسماء فرقتها باسم "بنات تومبكتو"، وتوضح في هذا الصدد: "والداي هما اللذان ساعداني على اختيار اسم الفرقة، اهتدينا إلى هذا الاسم بالنظر إلى رمزية العاصمة تمبكتو في علاقتها بهذا الفن". رغم مرور سنوات على تأسيسها للفرقة رفقة سبع شابات يحرصن على تجسيد موروث الموسيقى الكناوية بكل تجلياته في اللباس والإكسسوارات والطاقية الموضوعة بعناية، تتابع: "لم يكن طريقنا مفروشاً بالورود، بل واجهنا صعوبات وعراقيل عديدة كي تكون لنا بصمتنا الخاصة والمميزة، وتحدينا الكثير من الصعاب، للوقوف على كبرى المهرجانات الوطنية والتظاهرات الدولية، لكن مازال بعض موسيقيي كناوة من الرجال يعتبرون الأمر غير مألوف ويمكن أن يهدد مسارهم الفني". من جهتها، تعتبر "لمْقدمة" خديجة الورزازية أنّ الدخول إلى عالم كناوة ليس بالأمر السهل، مؤكدة أنّ "فن الكناوة روحاني يسافر ويطهّر الروح وليس العكس، إنّه يشترط القوة والصبر، والكثير من المحبة، فهو ليس دوراً ينتهي بتقمصه، إنّما حياة و'جذبة' لا تنقطع". من جهتها، تحدثت "لمْقدمة" زايدة غانية، عن توارث هذا الفن عن أجدادها، وقالت: "تأثرت بوالدتي التي كانت معلمة كناوية، وتعلمت على يدها أصول هذا الفن العريق، وطقوساً معينة في الإعداد لليلة الكناوية". وتؤكد غانية أنّ امتهان موسيقى كناوة يتطلب جهداً كبيراً لأنها تمتاز بخصوصيات كثيرة، إذ يلزم الأمر وجود ولع لدى الشخص بتلك الموسيقى، وتحليا بالصبر، واحترام "المعلمين" الذين يشجعون متعلميهم ممن تظهر عليهم صفة "المعلم" المستقبل.