أسدل الستار مساء الجمعة على فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة الذي احتضنته مدينة الناظور لمدة خمسة أيام، من 15 إلى 19 نونبر 2021، بالإعلان عن قائمة الأفلام الفائزة في هذه النسخة. ففي قائمة الفيلم الطويل، فازت السيناريست البلجيكية لاورا وينديل بجائزة أحسن سيناريو عن فيلم "العالم"، وآلت جائزة أحسن دور رجالي لعبد الله شاكيري عن دوره في الفيلم الأرجنتيني المغربي "نداء الصحراء" لمخرجه بابلو سيزار، فيما فازت جاسنا دوريسيس بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم "صوت عايدة" لمخرجته جاسميلا زبانيك، ونالت ليلى مزيان الجائزة الكبرى عن الفيلم ذاته. وفي صنف الفيلم الوثائقي، فاز الفيلم المغربي "مدرسة الأمل" لمحمد عبود بجائزة البحث الوثائقي، وآلت الجائزة الكبرى للفيلم الإسباني "بحثا عن الفيلم" لمخرجه الإسباني إنريكي غارسيا باسكيث. وفي صنف الفيلم القصير، كانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم "هاكاكاش" للمخرج المغربي الشاب أسامة معتمر. وقال مدير المهرجان عبد السلام بوطيب في كلمة بالمناسبة: "إن المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة الذي ينعقد منذ عشر سنوات بمدينة الناظور، عطاء فني مستمرّ من أجل البصم على المشهد الثّقافي تكريسا لقيم الديمقراطية والسّلم استنادا إلى إملاءات الذاكرة المشتركة التي تستمد حضورها القوي من مشاركة عدد من الفاعلين من مختلف البلدان عبر العالم". وأضاف أن فعاليات الدورة العاشرة من هذا المهرجان السينمائي، المنظم تحت شعار "العالم ما بعد كوفيد-19′′، "حملت بين طيّاتها محطات فنية وثقافية وعلمية عبر الأنشطة الثقافية والفنية والندوات التي عاشتها مدينة الناظور على هامش المهرجان". وأهمّ ما ميّز فعاليات هذه الدورة، يتابع رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، ندوة "عالم ما بعد كوفيد-19: تأملات عبر جوهر جديد للبحر الأبيض المتوسط"، التي شهدت حوارا رفيع المستوى، وشاركت فيها شخصيات وطنية ودولية رفيعة المستوى وحظيت بمتابعة إعلامية واسعة محليا ووطنيا ودوليا. وحسب عبد السلام بوطيب، فقد ركزت توصيات الدورة العاشرة من المهرجان على ضرورة قيام تضامن دولي حقيقي وفعال يساير عالم ما بعد كورونا، والاهتمام بقضية المرأة ومشاركتها في كل المجالات خدمة للتطور الإنساني، مع ضرورة استحضار دورها الفعال في محاربة "كوفيد-19". كما أوصى المهرجان، يتابع مديره، بمكافحة تغير المناخ والاهتمام أكثر بالقضايا الكبرى التي تفرضها هذه التغيرات، وإيلاء الأهمية للشخصيات التي تشتغل في هذا المجال، مع الاستثمار في العلم وجودة التكوين وربطه بالتحولات المجتمعية وتحدياتها، ودعم التبادل الأكاديمي بين ضفتي المتوسط. وأنهى بوطيب كلمته الختامية بالتأكيد على ضرورة الانكباب على طرح قضايا الهجرة والمهاجرين وفق رؤية جديدة تعتمد على الأبعاد الإنسانية لهذه الظاهرة، والابتعاد عن الصور النمطية في العلاقات الدولية وقبول ظهور قوى جديدة تحتاج إلى بناء علاقات جديدة معها.