بعد تتويجه بالعديد من الجوائز الدولية، يدخل الفيلم السينمائي "نساء الجناح ج"، للمخرج محمد نضيف، القاعات السينمائية المغربية ابتداء من 17 نونبر الجاري. وتدور أحداث الفيلم داخل مستشفى للاضطرابات النفسية، حيث تتشارك ثلاث نساء من أعمار وخلفيات اجتماعية مختلفة غرفة واحدة، بعدما سقطن ضحية للاكتئاب. تتشكل بينهن روابط صداقة قوية، فيساعدهن تسللهن إلى الخارج في مغامرات ليلية على العودة إلى الحياة بشكل تدريجي. تنطلق أحداث العمل السينمائي من داخل "الجناح ج" بمستشفى الأمراض النفسية بالدار البيضاء، حيث "آمال" التي تروي قصة فقدان ابنها الوحيد في حادث سير، و"ابتسام" التي خدعتها أمها وزوّجتها من رجل مثلي الجنس بعدما أخفت عنها حقيقته، و"ريم" التي تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها، وعندما جاهرت بالأمر وقف الجميع ضدها، حتى أمها شهدت ضدها في المحكمة. في مقابل ذلك، يقدم الفيلم نموذجا إيجابيا عن الممرضة في المستشفيات العمومية، من خلال شخصية "حليمة" التي تساعد النساء الثلاث على الهروب سرا من المستشفى للترويح عن أنفسهن. ومن خلال رحلة العلاج، يقول المخرج محمد نضيف: "يلامس العمل بعض القضايا الاجتماعية المسكوت عنها عبر حكاياتهن، بينما على الجانب الآخر يبلور قيمة الصداقة وكيف تصبح طوق نجاة في عالم تشتد قسوته"، موردا أن "نساء الجناح ج" فرصة للتحسيس بطبيعة مرض الاكتئاب الذي لا يستوعبه بعض المحيطين بالمريض، خاصة أسرته والمقربين منه. وعبر مخرج الفيلم محمد نظيف عن سعادته بعرض ثاني فيلم روائي طويل له بالقاعات المغربية، بعد جولة طويلة شارك خلالها الفيلم في العديد من التظاهرات والمهرجانات السينمائية العربية والدولية وحصد مجموعة من الجوائز والتنويهات. من جهتها، قالت الممثلة جليلة التلمسي عن دورها في هذا العمل السينمائي: "أفضل دائما تقديم الشخصيات المعقدة، وحليمة ليست ممرضة عادية، لكنها هي أيضا تعاني من الاكتئاب، وهي شخصية منحتني مساحة مهمة من الإبداع"، كاشفة أنها تواصلت مع طبيبة نفسية مختصة للإلمام بالحالة السيكولوجية للشخصية من كل الجوانب. ويشارك في الفيلم السينمائي "نساء الجناح ج" كل من أسماء الحضرمي، وجليلة التلمسي، وإيمان مشرافي، وريم فتحي، وفاطمة عاطف، ونسرين الراضي، وكنزة فريدو. وهو من إخراج محمد نظيف في ثاني فيلم روائي طويل له.