رفض وزير العدل والحرّيات، مصطفى الرميد، أنْ يُدلي بموقفه من قضية اعتقال الصحافي علي أنوزلا، بداعي أنّه لا يريد التأثير على القضاء، على حدّ تعبيره. وقال الرميد، في تصريحات صحافية، عصر اليوم الخميس، على هامشي توقيع اتفاقية في مجال التعاون القضائي بين المغرب والسعودية، بمقرّ وزارة العدل والحريات بالرباط، جوابا على سؤال حول موقفه من اعتقال أنوزلا "لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، ولن أخوض في هذه القضية الآن، طالما أنّ الملف معروض أمام القضاء"، مستدركا "حينما ينظر القضاء في هذه القضاء سيتحرّر اللسان، وحينها أستطيع أن أتحدث إليكم بكل التفاصيل المكمن الحديث فيها، أمّا الخوض في الموضوع الآن، والحديث في أيّ جزئيّة ولو صغيرة، سيُقال إنّ الرميد يؤثر على القضاء، لذلك سأصوم عن الكلام مؤقتا". الخوف من تأويل التصريحات من طرف الصحافيين، طغى على أجوبة وزير العدل والحرّيات، إذا قال، جوابا على سؤال حول ما إن كان هو من أصدر أمر اعتقال الصحافي علي أنوزلا، باعتباره رئيسا للنيابة العامّة، "سبق لي في إحدى القضايا (قضيّة قاضي طنجة المتّهم بتلقي رشوة) أن تحدثتُ، لا للتأثير على القضاء، بل لأني رأيت أنّ من المهم الحديثُ عن السياسية الجنائية عموما، من خلال قضية معيّنة خاصة، وكان هدفي من ذلك هو أن أشجع على التبليغ عن جرائم الفساد، ولكن تصريحاتي فُهمت خطأً، وتمّ تأويلها على أنّها تدخل في القضاء، وأنا أشهد الله أنني لا أتدخل في القضاء". وزير العدل والحرّيات، الذي حاول تفادي التعمّق في هذا الموضوع، قال، وهو يردّ على سؤال بخصوص ما إن كانت قضيّة أنوزلا، خصوصا بعد مطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بتوفير ضمانات المحاكمة العادلة له، تضعه في موقف محرج، أجاب الرميد "أبدا أبدا"، ومضى يقول "هناك تفاصيل كثيرة وشروحات لو كان بالإمكان أن تسمعوها ربما تغيرون رأيكم في الموضوع". وحول ما إنْ كانَ مؤيّدا لمتابعة الصحافيين بقانون الإرهاب، قال الرميد "لا أريد أن أجيب على هذا الموضوع، ولا أريد أن أدخل فيه" وكرّرها ثلاث مرات، قبل أن يستدرك "هل تضمنون لي أنّ زملاءكم الصحفيين لن يعتبروا كلامي إذا تحدثت في هذا الموضوع تدخلا في القضاء؟ إذا كان الأمر كذلك سأتحدث، وأنا مستعدّ لاستقبال الصحفيين والتحدث إليهم في هذا الموضوع بالتفصيل"، غيرَ أنه اشترط لذلك "أن يقول الجميع إننا نريد أن نسمع رأيكَ ولن نعتبر ذلك تدخلا في القضاء حتى لا ينطبق علينا المثل القائل "طلع تاكل الكرموس اهبط شكون قالها اطلع".