صدر حديثا عن دار النشر الفرنسية "L'Harmattan" كتاب جديد حول القروض الصغرى ودورها في الحد من الفقر لأستاذة علم الاجتماع بالمعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة "سناء السعداني". وجاء الكتاب في 258 صفحة من الحجم المتوسط، بتقديم للأستاذ قيس مرزوق الورياشي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة فاس. انطلق الكتاب من النظر إلى التجارب العالمية بشكل عام وتجربة المغرب بشكل خاص، للتخفيف من الأضرار والحد من الفقر والإقصاء في العالم، وذلك بالتركيز على تجربة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يجمع الشركات التي تسعى إلى التوفيق بين التضامن والأداء الاقتصادي والمنفعة الاجتماعية. تحقيقا لهذه الغاية، ركز الكتاب على الأدوار التي يلعبها التمويل الصغير كوسيلة ضمن أخريات لمكافحة هذه الظاهرة، فدرست الباحثة التمثلات الاجتماعية للفقر كقدر محتوم، وأيضا كثقافة واعية، كما درست الاستخدام الاجتماعي والسياسي للفقر في أبعاده المتعددة؛ من جنسانية، دينية، اجتماعية، اقتصادية ومجالية، وكذلك في أبعاده الصحية والبيئة. وحاولت "السعداني" في كتابها معالجة القضايا ذات الصلة بالفقر أولا من منظور توزيعي وبنيوي، وذلك بالنظر في محددات الظواهر المختلفة وترابطها. ثم معالجتها ثانيا من منظور جدلي؛ فقامت بتسليط الضوء على مختلف المقاربات المتبعة لمواجهة الفقر والمبادرات والسياسات المسؤولة عنه، وزيادة التفاوتات التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية التي تريد توجيه سياسات مكافحة الفقر. اعتمدت الدراسة منهجية نوعية وكمية في الجانبين المتعلقين بالفقر والتمويلات الصغرى، مع مراعاة طبيعة البحث وعلى ضوء أحد المبادئ الأساسية للجدلية، وهو قانون الانتقال من الكمية إلى النوعية والعكس صحيح. علاوة على ذلك، استخدمت الباحثة وسائل مختلفة لجمع البيانات كالمقابلة شبه التوجيهية، والملاحظة التشاركية والبحث الوثائقي. ومن ناحية أخرى، قامت السعداني بتحليل المقابلات مع الأشخاص الذين يلجؤون للقروض الصغرى، ومع أعضاء التعاونيات والمستفيدين من العمل الخيري... من أجل تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية لمختلف آليات محاربة الفقر.