مواجهة قدرا كبيرا من الأخبار المغلوطة حول جدوى اللقاحات وعملية التطعيم، خاصة في مستواها الثالث، تخوض وزارة الصحة والحماية الاجتماعية "معركة" لإقناع شرائح مهمة من المغاربة بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاحات ضد الجائحة، التي يدور حولها لغط كبير بشأن أعراضها ومخاطرها على صحة متلقيها. وترافق إقبال المواطنين المغاربة على التطعيم، بعد فرض الحكومة جواز التّلقيح لولوج المؤسسات العمومية والخاصة، أسئلة مرتبطة بالأساس بتفاوت درجة الأعراض التي يسبّبها اللقاح ومضاعفاته التي يروجها البعض، وتصل إلى حد التسبب في الوفاة. وعلى غرار جميع الأدوية والمنتجات الصحية، يمكن أن يسبب لقاح فيروس كورونا آثارًا جانبية لدى بعض الأشخاص. وقد أظهرت التجارب السريرية التي أجريت على هذا اللقاح أنه من الممكن أن تظهر، في الأيام الأولى بعد التلقيح، آثار خفيفة إلى معتدلة على المستفيدين منه. ويشير البروفيسور مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى أن الجرعة الثالثة لا تسبب مضاعفات خطيرة، بل مضاعفات ثانوية ولا تؤدي إلى الشلل. وقال البروفيسور ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "هناك أخبارا مغلوطة بشأن الجرعة الثالثة ومضاعفاتها تسببت في تراجع الإقبال على التطعيم، وهي أخبار لا أساس علميا لها"، مبرزا أنه "ليست هناك علاقة بين التطعيم والشلل". وشدد الناجي في تصريحه على أن "اللقاحات المضادة لكورونا فعالة ولا تضر بصحة المواطنين، كما أثبتت نجاعتها في مواجهة الفيروس"، مبرزا أن "اللقاح هو الوحيد الذي سينقلنا إلى الحياة الطبيعية". كما قال الخبير ذاته إن "المغاربة أمام فرصة للعودة إلى الحياة الطبيعية من خلال الإقبال على أخذ اللقاح، لأن به يمكن الوصول إلى المناعة الجماعية". بدوره، قال جمال الدين البوزيدي، المتخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية والمناعة، في تصريح لهسبريس، إن "الدراسات العلمية بينت أن المناعة الخلوية تتراجع عن أداء أدوارها كل ستة أشهر بعد تلقي الجرعة"، مشددا على أن الجرعة الثالثة فعالة وتحمي جهاز المناعة. وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس فإنه منذ بداية فرض جواز التلقيح، وفي ظرف عشرة أيام فقط، تلقى الجرعة الأولى 863 ألفا و217 فردا، وهم حوالي ثلاثة أضعاف الذين تلقوا الجرعة الأولى خلال الأيام العشرة قبل فرض الجواز، الذين لم يتجاوز عددهم 305 آلاف و319 شخصا. ودخل المغاربة مرحلة "التعايش" مع الفيروس الذي يقترب من عامه الثاني دون أن يتمكن العالم من السيطرة عليه؛ بينما تتراوح آمال المواطنين المغاربة بين تحقيق المناعة الجماعية والعودة إلى الحياة الطبيعية بدون قيود صحية وإجراءات احترازية.