وفيما يخص مسألة حاملي الشهادات الباحثين عن عمل، قال السيد عباس الفاسي أنها قبل كل شيء مشكل إعلامي وفرجوي". "" كان هذا مقتطفا من الحوار الذي أجراه الوزير الأول عباس الفاسي مع مجلة جون أفريك , وتحمل عبارات السيد الوزير الكثير من الإجحاف و الظلم و التعسف بخصوص المعطلين من حملة الشواهد العليا, فهل تحولت قضية المعطلين من قضية وطنية تستلزم إيجاد الحلول الناجعة و الوفاء بالالتزامات الموقعة إلى قضية فرجوية وإثارة إعلامية, هل يعتقد السيد الوزير الأول أن الفرجة و الإثارة هي التي تدفع البعض إلى النضال من أجل الشغل حتى يسقط على فراشه مهددا بالشلل, وهل فقدان أحد الأطر من الحاصلين على دكتوراه في الرياضيات لكامل أسنانه العلوية بسبب عنف القوات المساعدة فرجة إعلامية؟ ألهذا السبب يستورد المغرب من إسبانياالمحتلة ما قيمته مليوني دولار من العصي و الخوذات والواقيات و"أكسسوارات" أخرى لتحويل المظاهرات السلمية للمعطلين إلى ما يشبه "فلم" رعب حقيقي تعجز استديوهات فوكس للقرن العشرين عن استيعابه. إن كان لابد من " فرجة " فهي تلك التي توفرها التقارير الدولية للعالم عن المغرب, حيث احتل الرتبة 128 في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال وراء إثيوبيا التي تفوقت عليه, وبعد أن كان المغاربة يشاهدون مآسي الإثيوبيين مع المجاعة فيحمدون الله تعالى الذي عافاهم مما ابتلى به غيرهم , جاء الدور على الإثيوبيين الذين فضلهم التقرير ليجعلوا من بعض الأسر المغربية " فرجة " يشاهدون معاناتها بعين الأسف و الحسرة وهي تتخذ من المغارات والكهوف مسكنا لها جنبا إلى جنب مع الكلاب الشاردة , ويحق لنا التساءل بعد هذا عن البلد الجدير بوصف " أجمل بلد في العالم" . وما يقال في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال من تموقع المغرب في رتبة مخجلة, يقال في تقرير الشفافية الدولية و تقرير المؤشر العالمي للسلم والاستقرار فمؤشرات التنمية عموما تحتل فيها بلادنا أدنى الدرجات , لكن حين يتعلق الأمر باستيراد " الهراوات" الإسبانية لا يرضى المغرب بأقل من الرتبة الأولى كما صرحت سكرتيرة الدولة في شؤون التجارة الإسبانية تاركا وراءه بوليفيا في المرتبة الثانية وهي الدولة التي تمزقها اضطرابات سياسية خطيرة, أليس من الواجب تخصيص الظرف المالي الذي تستورد به العصي لتطوير تجهيزات المستشفيات العمومية وزيادة الأطر العاملة بدل اصطفاف المرضى ينتظرون دورهم في طوابير متحملين آلام المرض وبؤس المستشفيات وسوء الخدمات, وعلى النساء الحوامل أن يتحملن فوق كل ذلك تصريح وزيرة الصحة التي شبهت طريقتهن في الولادة بطريقة الحيوانات , أليس من الأجدر تخصيص ميزانية " أكسسوارات القوات المساعدة " لزيادة أطر التعليم حتى لا تكون مليون محفظة الموزعة على مليون طفل عبئا عليهم , أم أن الحكومة تعد لهم من اليوم مليون " زرواطة " لتكسير عظامهم وتهشيم أسنانهم, وبذلك لن يكونوا استثناء من واقع " الفرجة. ضفيري محمد عزالدين عضو التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة مدونة حوار الأطر العليا المعطلة