قال الشاعر محمد بلمو، مدير مهرجان بني عمار زرهون الذي يحتفي سنويا بالحمار، إن إقحام الحمير في الصراعات السياسية ليس جديدا في المغرب، فلم تخْلُ أي انتخابات جرت بالمغرب من استغلال الحمير، بهدف تحقير وتتفيه الخصوم"، مبديا أسفه من ذلك لأنه ينطلق من إلصاق كل ما هو سلبي ورديء بهذا الكائن المحايد لتصفية الحسابات الانتخابية مع المنافسين، دون أن يكون للحمار أي علاقة بالموضوع". وشدد بلمو، في تصريحات لهسبريس، على أن "للسياسة أدواتها ووسائلها الخاصة، ولأن الحمار كائن لا علاقة له بالسياسة، فإن إقحامه فيها هو تجنّ عليه، وظلم يُضاف إلى الظلم الذي يعانيه من قبل المجتمع استغلالا بشعا، وعنفا، وتجويعا، وتحقيرا". وبخصوص مشاركة بضعة حمير في المسيرة الاحتجاجية، التي نظمها حزب الاستقلال يوم الأحد الفارط بالرباط، أفاد بلمو أن الحمار "كائن لا تشفع له كل الخدمات التي يقدمها للإنسان، حيث يستمر تقديمه كسُبة توجه للخصوم، على اعتبار أنه حقير وبليد وقبيح، بينما هو على العكس من ذلك كله؛ ذكي وخدوم وجميل ومسالم وصبور". وتساءل الشاعر والإعلامي، الذي اشتهر بدفاعه المستميت عن هذا الكائن، عن موقع الحمار من الإعراب في تلك المسيرة الاحتجاجية"، مُردفا أنه "من خلال ما ألصق بالحمير المقحمة من كتابة وملابس أن الرسالة من ذلك تعني أن الخصم المعني يشبه الحمار، وفقا للنظرة المبتذلة والنمطية التي ترسخت في الأذهان". وأبدى بلمو أسفه من ذيوع مثل هذه الأفكار حول الحمار، "لأننا تأكدنا أن نضالنا لأزيد من عقد من أجل تغيير تلك النظرة الظالمة لهذا الكائن البريء قد فشل، وأن إقحامه في هذه التظاهرة السياسية قد كرس فعلا تلك النظرة الظالمة"، وفق تعبير الشاعر. ولفت المتحدث إلى أن أحد منظمي تلك المسيرة صرح للصحافة بأن "المقصود من إقحام الحمير هو التعبير عن العودة إلى التنقل على الدواب بسبب الرفع من أسعار المحروقات"، قبل أن يسجل بلمو أن "الطبع غلب التطبع، حيث استغل الشباب المشرفون على الحمير المساكين الأمر، ليُتخَذ من ذلك سبة موجهة إلى الخصم السياسي، ليس إلا، على اعتبار أن الحمار حقير وبليد ومنحط".