منذ إغلاق المعابر الحدودية لمدينة مليلية المحتلة احترازا من انتشار فيروس كورونا المستجد، شهر مارس من السنة المنصرمة، ما زالت مؤسسة مقر الطلبة المغاربة المسلمين بالمدينةالمحتلة تواجه مصيرًا مجهولا، وهي المؤسسة التي كان يتابع الدراسة بها عدد من المغاربة داخل وخارج المدينة. وطالب فاعلون جمعويون ونقابيون وأطر وأعضاء جمعية آباء وأمهات وأولياء أمور تلاميذ المؤسسة، من الجهات المعنية التدخل عاجلا لإيجاد حل لمشكلة المؤسسة التعليمية المغربية الوحيدة المتواجدة بالثغر المحتل، خاصة وأنها تواجه في الظرفية الحالية قرار الإغلاق من طرف السلطة المحلية بمليلية لاعتبارات عدة. فؤاد الكرادي الكاتب الإقليمي للجامعة الحرة للتعليم، قال : إن لمؤسسة مقر الطلبة المغاربة المسلمين بمليلية قيمة تربوية وتاريخية كبيرة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تعلم الثقافة المغربية بالثغر المحتل.ورغم كوننا شركاء اجتماعيين عن النقابات الأكثر تمثيلية داخل الإقليم، لا نتوفر حاليا على أي معطيات ذات صلة بمصير المؤسسة". وشدد المتحدث، في تصريح لهسبريس، على ضرورة الدفاع عن المؤسسة التعليمية التي فتحت أبوابها للتدريس سنة 1960، داعيا المديرية الإقليمية بالناظور إلى الخروج بتوضيح دقيق للرأي العام التربوي الإقليمي حول الدخول المدرسي بمليلية المحتلة لهذا الموسم. ومن جهته، قال ربيع مزيد الكاتب الإقليمي لنقابات الاتحاد المغربي للشغل بالناظور "إن المؤسسة تعبر عن الهوية الوطنية داخل مليلية المحتلة، ونستغرب بشدة كيف يتم تجاهل أمرها إلى حدّ الآن" مضيفا :" ظلت المؤسسة تشتغل لسنوات عديدة تربي الأجيال على الثقافة المغربية الإسلامية وفق المناهج المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية، ونتفاجأ هذه السنة بعدم تسجيل التلاميذ لأوّل مرة في غياب تام لأية توضيحات حول القضية". وأكد المتحدث إلى هسبريس أن الاتحاد المغربي للشغل قام بمراسلة كافة المسؤولين والأطراف المعنية في سياق دفاعه عن هذه المؤسسة التي قال إنها "تواجه مصيرا مجهولا وقد تغلق ويمحى أثرها ويضيع بالتالي أحد أهم رموز المقاومة الثقافية داخل تراب مدينة مليلية المحتلة". وكانت سامرة بروك المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور صرحت سابقا أن المديرية اعتمدت التعليم الحضوري لفائدة تلاميذ مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة طيلة فترة إغلاق المعابر الحدودية، حيث خصصت قاعات بالمديرية يحضرها الأساتذة وفق البرمجة الزمنية المخصصة، لتدريس تلاميذ المؤسسة عن بعد.