أصبح مصير حوالي 100 تلميذ وتلميذة، يتابعون دراستهم في مقر الطلبة المغاربة المسلمين بمليلية، مجهولا أمام استمرار قرار إغلاق الحدود الذي اتخذته السلطات المغربية منذ مارس المنصرم في إطار مكافحتها لانتشار فيروس كورونا، الأمر الذي جعل العديد من الأسر بالجماعات القريبة من الثغر المحتل خائفة على مصير أبنائها الذين أصبحوا غير قادرين على الالتحاق بالمؤسسة لإتمام ما تبقى من مسارهم الدراسي. وأكد مصدر مسؤول ل"ناظورسيتي"، عدم وجود أي ترخيص لحدود اللحظة يسمح للأطفال المقيمين بالناظور الذين يتابعون دراستهم بمقر الطلبة المغاربة المسلمين، في وقت أوضح فيه أن ما لا يقل عن 100 تلميذا وتلميذة ينتظرون قرار المغرب بعدما أعلنت وزارة التربية بمليلية عن افتتاح أبواب المراكز التعليمية باعتماد خطة جديدة تتضمن عددا من الشروط الصحية والوقائية. وأوضح المصدر نفسه، أن مديرية وزارة التربية الوطنية بالناظور، تنكب حاليا على جرد أسماء التلاميذ المسجلين بمقر الطلبة المغاربة المسلمين في مليلية المتواجدين بتراب الإقليم، وذلك من أجل توزيعهم على المؤسسات التعليمية بالمنطقة في حالة استمرار قرار إغلاق الحدود، وذلك من أجل تمكينهم من متابعة دراستهم في ظروف تسمح لهم بإتمام مسارهم التعليمي. ولفت والد تلميذ بالمؤسسة المذكورة، انتباه مديرية التربية الوطنية للأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الشروط التي ستمكن الفئة المذكورة من الاندماج في المدرسة العمومية بشكل أفضل إذا ما وجدوا أنفسهم مجبرين على متابعة دروسهم في المدارس المتواجدة بتراب إقليمالناظور، لاسيما فيما يتعلق بتلاميذ المستويين الاعدادي والثانوي لكونهم تلقوا تكوينهم في المواد العلمية باللغة الاسبانية. من جهة أخرى، سيجد عدد من الأساتذة بالمؤسسة المذكورة ومدير هذه الأخيرة، أنفسهم غير قادرين على الالتحاق بعملهم، إضافة إلى مشاكل أخرى قد تؤثر على المركز التابع إداريا لوزارة التربية الوطنية المغربية، من بينها توزيع المقرر المدرسي وتأجيل امتحانات الجهوي الخاصة بالسنة الأولى بكالوريا. إلى ذلك، فقد دعا مهتمون بالشأن التعليمي، وزير التربية الوطنية إلى الخروج عن صمته بشأن الدخول المدرسي بمليلية، مؤكدين أن التزام الصمت إزاء هذا الموضوع موقف غير مفهوم، لاسيما وأن مقر الطلبة المغاربة المسلمين يشكل واحدا من ضمن أهم المؤسسات التربوية التي تصون الهوية المغربية بالثغر المحتل وتساهم في تنشئة الأجيال بالمدينة السليبة اعتمادا على مقرر دراسي مائة بالمائة مغربي. ومقر الطلبة المسلمين، هي المؤسسة التعليمية المغربية الوحيدة بالثغر المحتل، تأسست سنة 1952 على أساس مركز لإيواء التلاميذ المغاربة على أرض أهدتها بلدية مليلية، وتحولت بعده في 1960 إلى مقر للتدريس تابع إداريا لوزارة التربية الوطنية المغربية. وتستقبل المؤسسة، أزيد من 600 تلميذا وتلميذة بمختلف الأسلاك انطلاقا من الأولي إلى الثانوي، أغلبهم يقطنون بمليلية باستثناء نسبة لا تقل عن 10 بالمائة من أبناء الأسر المغربية بإقليمالناظور، يتلقون تكوينهم وفقا لمبادئ مقرر وزارة التربية الوطنية باستعمال اللغتين العربية والاسبانية، إضافة إلى الريفية كوسيلة للتواصل بين الطاقم التربوي والمتمدرسين. جدير بالذكر، ان حكومة ديكاسترو ادواردو بمنطقة الحكم الذاتي لمليلية، اتفقت يوم الخميس الماضي، على تأمين الدخول المدرسي لهذا الموسم بمجموعة من الإجراءات التي سيتم تنزيلها في إطار خطة تسهر على إعدادها وزارتي التعليم والصحة، سنت شروطا وقائية تضمن التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتعقيم المرافق التربوية وقاعات الدراسة.