قال رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، عبد العزيز صادوق، إن عدد الطلبة الجدد المسجلين بمختلف المؤسسات التابعة للجامعة، سجل خلال الموسم الجامعي الحالي، تراجعا بنسبة 10 في المائة مقارنة مع الموسم المنصرم. وأضاف صادوق أنه، بالرغم من هذا التراجع النسبي في عدد المسجلين الجدد الذي بلغ 12 ألف طالبا من أصل 55 ألف عدد إجمالي الطلبة بالجامعة لهذا الموسم، فإن هذه المؤسسة الجامعية مثل عدد من الجامعات الأخرى المغربية لا تزال تعاني من مشكل الاكتظاظ وضعف نسبة التأطير البيداغوجي والإداري. وأشار إلى أنه لاستقبال أعداد الطلبة الوافدين على الجامعة لابد من توفير مقاعد إضافية وأطر تربوية وإدارية من أساتذة وموظفين وذلك لمواكبة حاجيات التكوينات الممهننة التي تتطلب تكوينا عن قرب ولها مجموعة من المتطلبات التي يجب أن تكون متوفرة، بالإضافة إلى الاستثمار الإضافي في مجال الولوج إلى التكنولوجيا خاصة بالنسبة للطلبة المتخرجين الذين عليهم أن يواكبوا الحاجيات السوسيو- اقتصادية. وأكد أن إدارة الجامعة بذلت مجهودا استثنائيا من أجل أن توفر هذه السنة حوالي أربعة آلاف مقعد إضافي ، وحاولت بتنسيق مع الأساتذة الباحثين والأطر الإدارية والتقنية تخصيص حصص إضافية لمحاولة التغلب على مشكل الاكتظاظ ، فضلا عن المجهودات التي يبذلها رؤساء المؤسسات التابعة للجامعة في إطار التدبير التشاركي لعدد من القضايا الأساسية والمتعلقة أساسا بالتعاضدية والتدبير الأنجع للفضاءات من أجل وضعها رهن إشارة كافة المكونات الجامعية وإدخال التكنولوجيا الحديثة في مجال التدبير المعقلن لاستعمال الزمن. وأوضح في هذا السياق أن الجامعة دخلت في شراكة مع جامعة فالنسيان بفرنسا من أجل تنفيذ برنامج سيمكن من تسيير الزمن الجامعي بطريقة عصرية مما سيمكن من المساهمة في استثمار جميع الفضاءات الجامعية مع تنظيم الحصص التطبيقية والموجهة. وبخصوص تحسين العرض الجامعي، اعتبر السيد صادوق هذه السنة استثنائية بالنسبة لخلق مسالك مهنية حيث إن المؤسسات الجديدة هي الوحيدة المخولة لها فقط إضافة تكوينات جديدة، مشيرا في هذا الصدد إلى كلية العلوم والتقنيات بجامعة محمد الأول .. وأضاف أن جامعة محمد الأول لها سبق فيما يخص تحسين العرض الجامعي ، إذ ستفتح مسالك جديدة خلال السنوات المقبلة وخاصة في مجالات الدبلوم التقني المتخصص (باكالوريا زائد 2) والهندسة المدنية بكلية العلوم والتقنيات بوجدة، وكذا الإجازة المهنية في تدبير البنايات والأشغال العمومية والإجازة المهنية للنقل واللوجيستيك بالكلية متعددة التخصصات بالناضور. وأكد أن الجامعة شرعت هذه السنة في الاشتغال على مخطط مديري لخلق أقطاب تكوينات منسجمة بخصوص العرض في إطار المسالك والوحدات المتناغمة ، تكون فيها رؤية واضحة ، وذلك انسجاما مع توجيهات الخطاب الملكي الأخير.. وأشار إلى أن عملا جبارا مازال ينتظر الجامعة في إطار لامركزية العرض الجامعي خاصة أنها تتوخى السير في اتجاه إحداث مواقع جديدة للجامعة الخاصة بالتكوين سواء في بركان أو الناظور كمحطة أولى إلى جانب المركب الجامعي التكنولوجي بالقطب التكنولوجي لوجدة (تكنوبول). وذكر في هذا السياق بالمشروع المتعلق بإحداث مركز جامعي تكنولوجي هو الأول من نوعه سيتضمن عرضا من نوع تقني متخصص وإجازة مهنية ولكن بمرجعية فرنسية تعتمد بالخصوص على التكوين بالتناوب وبإشراك المقاولات في ما يخص إعداد البرامج وتفعيلها (تأطير وتدريب ومصاحبة واستعمال التجهيزات). وأكد صادوق أنه، انسجاما مع الخطاب الملكي والتوجيهات التي كانت مسطرة في البرنامج الاستعجالي بخصوص تحسين العرض الجامعي في مجال اللغات والتواصل، ستعرف هذه السنة انطلاق مركز جامعي عصري مهم للغات والتواصل سيمكن من تدبير تعليم اللغات (العربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية)، مضيفا أن الجامعة لديها أيضا في هذا المجال شراكة مع المركز الثقافي البريطاني (بريتيش كونسل) ومشروع آخر في تعليم اللغة الاسبانية سينطلق مع جامعة غرناطة ومعهد سرفانتس . كما ذكر في هذا الصدد، بأن الجامعة قامت بتحضير موقع إليكتروني جديد بأربع لغات منها العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية ، مشيرا إلى أنه سيتم عما قريب إضافة اللغة الاسبانية .. وبخصوص الإقامات الجامعية، قال السيد صادوق انه سيكون هناك تنسيق أنجع مع المكتب المشرف على هذا المرفق وخصوصا التركيز على المقاربة التي تساهم في تكوين طالب مواطن يستفيد من إيواء وإطعام في المستوى ومواكبته في الحياة الجامعية بما في ذلك الأنشطة الموازية الرياضية والثقافية. وأعرب رئيس الجامعة عن أسفه للتأخر الذي عرفته أشغال إنجاز إقامة جامعية بموقع وجدة التي كان بالإمكان أن توفر هذه السنة 1025 سريرا، وكذا تأخر انطلاق أشغال مشروع الحي الجامعي بالناظور، خاصة وأن هذه المدينة لا تتوفر على أية إقامة جامعية، معربا عن أمله في بذل مجهود استثنائي للرفع من الطاقة الاستيعابية بالنسبة للحسيمة خاصة أن الإقامة المتواجدة بها لا توفر إلا حوالي 500 سريرا. و للتغلب على هذا المشكل، دعا رئيس الجامعة إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال خاصة وأن الجامعة على استعداد للمساهمة في هذا التوجه ، كما قامت بذلك من قبل. وذكر السيد صادوق بالمشاريع التي تم إنجازها وخاصة توفير خدمة التأمين للطلبة في إطار اتفاقية شراكة مع مجموعة البنك الشعبي، وتعميم بطاقة "منحتي" التي تمكن الطلبة الممنوحين من تدبير المنح بطريقة عصرية، مع العمل في إطار اتفاقية شراكة مع الجماعة الحضرية على فتح مكتب للحالة المدنية بالجامعة لتسهيل حصول الطلبة وكافة العاملين بها على الوثائق الإدارية ، بالإضافة إلى المجهودات المبذولة في المجال الصحي وخاصة توفير مستوصف وانخراط ودعم كلية الطب بكل مكوناتها، داعيا في هذا الصدد إلى تعميم التغطية الصحية للطلبة خاصة منهم المعوزون الذين لا يتوفرون على إمكانيات مادية.. وخلص رئيس الجامعة إلى القول إن هذه السنة ستكون استثنائية وستشكل وقفة حقيقية لتحضير عرض جامعي يساير حاجيات الجهة ويتماشى مع الجهوية المتقدمة. * و.م.ع