لم تفلح ريبيرا تيريزا، وزيرة الانتقال الإيكولوجي والتحدي الديمغرافي، في إقناع السلطات الجزائرية بتجديد عقد خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي الذي ينتهي العمل به يوم الأحد المقبل، بناء على مخرجات اللقاء الذي جمعها بوزير الطاقة والمناجم الجزائري. وحسب صحيفة "ABC" الإيبيرية، فقد "فشلت" المسؤولة الإسبانية في تغيير الخطط الجزائرية إزاء أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب باتجاه الضفة الأوروبية، ما دفعها إلى البحث عن بدائل جديدة لتأمين كميات الغاز الطبيعي التي تحتاجها بلادها. واتفقت إسبانيا والجزائر، بحسب الصحيفة عينها، على كميات الغاز التي ستعمل الجارة الشرقية على نقلها إلى الجارة الشمالية عبر أنبوب "ميد غاز" الذي يربط ميناء "بني صاف" بميناء "ألميريا". كما اتفق الطرفان كذلك على كيفية تلبية الطلبات الإضافية من الغاز الطبيعي في أوقات الشتاء. المضمون نفسه أكدته صحيفة "إل موندو" الإسبانية، التي أوردت أن مدريد فقدت خط الأنابيب الذي يؤمن لها احتياجاتها الغازية بشكل سلس. وانطلاقا من خلاصات الاجتماع الذي انعقد اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أشار المصدر الإعلامي ذاته إلى بحث الطرفين عن بنية تحتية جديدة لنقل كميات الغاز المطلوبة. وأضافت صحيفة "إل موندو" أن الاجتماع لم يوضح بالتحديد الضمانات الكلية بشأن تأمين الطلب الإسباني على الغاز الجزائري، وأن الجزائر تعمل على تعزيز قدرات أنبوب "ميد غاز" لتلبية احتياجات مدريد المفاجئة، بما في ذلك في الفترة الشتوية التي يرتفع خلالها الاستهلاك. ورغم عدم صدور قرار رسمي من الرئيس الجزائري حيال أنبوب الغاز المار من المغرب، تقول الصحيفة سالفة الذكر، إلا أن اللقاء الرسمي بين الوزيرين ذهب في الاتجاه السياسي عينه، بالنظر إلى تركيز الاجتماع على طمأنة مدريد بخصوص احتياجاتها الغازية من خلال أنبوب "ميد غاز" فقط. ومما يؤكد احتمال عدم تجديد عقد خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي، إشارة مصدر من داخل وزارة الطاقة الجزائرية لصحيفة "الشروق"، أمس، إلى "عدم وجود محادثات بين المغرب والجزائر بخصوص كميات الغاز التي ينبغي ضخها في الأنبوب قبيل انتهاء العقد، وهو ما يتم قبل شهر أو شهر ونصف على الأقل"، تبعا للمصدر الإعلامي الجزائري. وتبدو إسبانيا متخوفة من عدم قدرة الجزائر على تلبية احتياجاتها الطاقية، وهو ما كشفته صحيفة "أوكي دياريو" التي لفتت إلى إمكانية لجوء مدريد إلى دولة قطر من أجل توريد كميات ملائمة من الغاز الطبيعي، ارتباطا بالتسريبات الصحافية عن الزيارة التي قادت وزير الخارجية الإيبيري إلى الدوحة في الشهر الفائت.