بعد "فترة هدوء" دامت شهرين، عادت الحرائق من جديد إلى واحات درعة –تافيلالت، حيث اندلعت النيران بأشجار النخيل في زاكورة، مخلّفة خسائر مادية متوسطة للمزارعين، وسط مطالب مدنية متواصلة بإعداد إستراتيجية طويلة الأمد لاستباق تلك الحرائق. وحسب المعطيات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية، فقد نجحت عناصر الوقاية المدنية لوحدها في إخماد الحريق المندلع بواحة زاكورة؛ الأمر الذي حال دون انتقال النيران إلى المساكن المُجاورة. ومع ذلك، دعت فعاليات جمعوية إلى تسليط الضوء على أهمية التحسيس لتفادي هذه الكوارث البيئية. ودفعت الحرائق السابقة التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي طيلة فصل الصيف، السلطات العمومية إلى عقد اجتماعات دورية تضم مختلف القطاعات المعنية من أجل تعزيز الإمكانات البشرية واللوجستيكية للأطقم المكلفة بإخماد الحرائق، بالموازاة مع تغريم الأشخاص المخالفين لتدابير السلطات. تلك التدابير ما زالت "غير كافية" وفقا للجمعيات البيئية المنشغلة بموضوع الحرائق في درعة-تافيلالت؛ وهو ما أكده جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، بقوله إن "الوقاية المدنية وجدت صعوبات في الولوج إلى تلك الواحة بسبب غياب المسالك الملائمة". وأضاف أقشباب، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الهيئات البيئية لطالما نادت بوضع تجهيزات إخماد الحرائق داخل أماكن قريبة من الواحات حتى يتم معالجة الوضع بسرعة"، مبرزا أن "الواحات قابلة للاشتعال في أية لحظة بسبب الجفاف المائي". وأوضح الفاعل البيئي، ضمن إفادته، أن "عدم تنقية مخلفات النخيل يساهم في اندلاع الحرائق المحلية؛ وهو ما يتطلب ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية في المستقبل لإنقاذ واحات الجهة، لا سيما في ظل الجفاف القاتل الذي دام طيلة السنوات السبع الماضية، ليعّمقه استنزاف الموارد المائية بشكل كبير للغاية من طرف الضيعات". ويعود آخر حريق اندلع بجهة درعة-تافيلالت إلى أواخر غشت المنصرم بواحة "أولاد شاكر"، الواقعة بجماعة "أوفوس" ضواحي الرشيدية، حيث التهم أزيد من عشرة كيلومترات من النخيل، ليُخلف بذلك خسائر فادحة في صفوف الفلاحين الذين تفاجؤوا باندلاع النيران. واضطرت طائرات "كنادير" التابعة للقوات الجوية الملكية إلى التدخل للسيطرة على أضخم حريق عرفته الجهة خلال السنة الحالية، بعدما تسبّب في قطع الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين مدينتي أرفود والرشيدية لساعات عديدة، قبل أن تنجح الفرق الميدانية في إخماد الحرائق الممتدة على طول "واحة أوفوس".