الجميع بدون استثناء متفق حول مشروعية مطالب المعطلين على اختلاف مستوياتهم وجل شرائح المجتمع متعاطفة مع حملة الشواهد خريجي الجامعات المعطلين المرابطين بشوارع العاصمة الرباط لمدة فاقت السنتين بل الأكثر من ذالك هناك إعلام انخرط في التعريف بالقضية وهناك هيئات وفعاليات جندت كل طاقاتها من أجل الدفع بالحكومة الحالية إلى تطبيق قرارات المحكمة الإدارية فيما يتعلق بملف معطلي محضر عشرين يوليوز وإيجاد مخرج لعطالة بقية التنسيقيات والمجموعات على اختلاف فئاتها ومستوياتها لكن مشهد اليوم حتما سيكون له ما بعده ونحن كمغاربة نشاهد بعض المعطلين ممن لا يقدر المواقف ولا يستغل الفرص يصعد فوق سيارة رئيس الحكومة والتي هي في نهاية المطاف سيارة الدولة ممولة من ميزانية الخزينة العامة كمن يريد الجذبة ناسيا أو متناسيا انه ممثل لشريحة عريضة من أبناء الشعب التي تريد حلا لملفهم وليس تعقيده أكثر من هذا المأزق الذي دخل فيه غير آبه بما يمكن ان تؤول إليه الأمور وهي الفرصة التي استغلها بن كيران في حينها وسيستغلها أكثر عندما سيساهم انتشار الفيديو عبر قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية في تشويه سمعة المعطلين وحشد مزيد من السخط على تصرفهم الغير مسؤول والمرفوض من طرف فئات عريضة بل الأكثر من ذالك سيساهم موقف اليوم في وضع نقطة نهاية وعودة إلى السطر بشان أي حل ممكن يفرض على رئيس الحكومة إيجاد مخرج لهذا المأزق. عبد الاله بن كيران ربما قدم له المعطلون هدية لم يكن يتوقعها طيلة مشواره الحكومي من طرف فئة المعطلين وبالتالي سيعمل جاهدا على تصريفها بالشكل المطلوب وهو الذي يمتلك جيشا من البيجديين المنتشرين عبر صفحات الفيسبوك وبطبيعة الحال ستنهال على المعطلين سلسلة التعليقات الجارحة الناقمة المسفهة للمعطلين ولشواهدهم وسيتم وضع بيضهم في سلة واحدة بدون تمييز وستذهب أكثر من سنتين من النضال في مهب الريح وبناءا عليه سيكون المعطلون الذي صعد احدهم سيارة رئيس الحكومة متباهيا بوقوفه فوق مقدمتها راقصا منتشيا سيكون بذالك قد أحرج مئات بل الاف المعطلين وسوق صورتهم للمغاربة على انهم لا يختلفون كثيرا في سلوكياتهم عن باقي "بلطجية " العالم العربي الذين تعوزهم أدبيات الحوار...... المعطلون عبر مشهد الخميس خسروا الشيئ الكثير من تعاطف المواطنين وربح بن كيران نقاطا إضافية مجانية قدمت له على طبق من ذهب بعدما كانت الكفة تميل إلى الضغط أكثر على رئيس الحكومة وجعله في حرج من أمره اتجاه مطالب هاته الفئة ونتمنى صادقين من العقلاء في تنسيقيات ومجموعات المعطلين أن يستدركوا الأمر لعل فسحة الأمل تظهر من جديد.