يبدو أن الجدل الذي طفا إلى السطح، مؤخرا، حول أحقية قطر بتنظيم كأس العالم 2022 لكرة القدم، جعل السلطات القطرية المشرفة على تنظيم العرس الكروي تخرج عن صمتها وتشدد بقوة على التشبث بأحقيتها في تنظيم هذا الحدث الكروي العالمي وقدرتها على رفع التحدي، خاصة بعد تصريح رئيس الاتحاد الدولي السويسري، جوزيف سيب بلاتر، أن "منح قطر شرف الاستضافة كان غلطة" قبل أن يسارع إلى نفي ذلك. وهكذا، شدد حسن الذوادي، رئيس اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العام 2022، في تصريحات صحفية على أنه "لا يوجد مبرر يمنع قطر من استضافة البطولة"، مضيفا "لقد عملنا بجد واجتهاد لضمان أن تتوافر لدينا متطلبات المنافسة على استضافة النهائيات، ونعمل بكل جد للوفاء بكل الالتزامات". وتأتي الخرجة الإعلامية للذوادي ردا على تصريحات غريغ دايك، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والتي قال فيها إن البطولة قد تنقل إلى مكان آخر إذا لم يتم الاتفاق على موعد مناسب لتنظيم النهائيات في قطر". وفي هذا السياق، قال الذوادي "قطر هي المكان المناسب، الشرق الأوسط هو المكان المناسب (..) نحن نمثل الشرق الأوسط وهذه كأس العالم للشرق الأوسط والأخير يستحق هذه البطولة الكبرى". وتأتي حرب التصريحات والتصريحات المضادة بعد أن تعالت، في الآونة الأخيرة، الأصوات المطالبة بإقامة نهائيات كأس العالم 2022 بقطر خلال فصل الشتاء بدل شهري يونيو ويوليوز كما هو متعارف عليه، أي بعد انتهاء المنافسات المحلية بجميع الدول، نظرا لما تشهده قطر خلال الصيف من ارتفاع كبير في درجات الحرارة والرطوبة، مما سينعكس سلبا على أداء اللاعبين ويقض مضجع المتفرجين. من هذا المنطلق، عبرت الأندية الأوروبية الكبيرة عن انفتاحها على احتمال تنظيم كأس العالم شتاء في قطر، وقال كارل هاينز رومينيغي، رئيس رابطة كرة القدم الأوروبية، وهو جهاز مستقل يمثل مصالح كبرى أندية كرة القدم في أوروبا، "أعتقد أنه قد يكون من الأفضل نقل البطولة إلى الشتاء". ومن أشد المدافعين على هذه الفكرة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي أكد أنه عازم على إقامة كأس العالم خلال فترة الشتاء للمرة الأولى حين تستضيف قطر النهائيات في 2022، معبرا عن أمله في أن تقام النهائيات في الشتاء مضيفا "يجب أن نذهب إلى قطر حين يكون الوقت مناسبا للجميع لممارسة اللعبة واختيار ما هو أفضل للمشجعين". ويعتقد بلاتيني أنه يتبقى من الوقت ما يكفي لإيجاد طريقة لتنظيم مسابقات البطولة المحلية لكي تتوقف أثناء الشتاء لفسح المجال لإقامة كأس العالم مبرزا أنه "خلال عشر سنوات يمكننا تدبير طريقة يمكن من خلالها تأجيل الموسم الكروي لشهر واحد (..) هذا في صالح كأس العالم وهي أهم مسابقة في العالم". ذات الفكرة يقترحها الألماني فرانز بيكنباور، عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي جدد التأكيد في تصريحاته الصحفية على ضرورة التفكير في حل لمشكل الحرارة، مبرزا أن "درجاتها تكون رائعة حوالى 25 درجة مئوية في شهر يناير وفبراير بقطر، لكن ريتشارد سكادمور، الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، اتخذ موقفا مغايرا بإصراره على ضرورة تنظيم البطولة صيفا. وبالرغم من هذا الموقف، تشير كل الأجواء والمعطيات إلى التوجه نحو إقامة كأس العالم 2022 في فصل الشتاء، رغم أن حصول قطر على شرف استضافة العرس الكروي العالمي جاء استنادا إلى ملفها الطموح الذي يتضمن إقامة ملاعب مكيفة بالكامل، ورصد 200 مليار دولار (156 مليار أورو) لصرفها في السنوات العشر المقبلة على إنشاء البنيات التحتية الخاصة باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، حسب تقرير أعدته إدارة مؤسسة (ديلويت) العالمية المتخصصة في مجال الاستشارات المالية. وجاء في التقرير أنه فضلا عن التجهيزات ذات الطابع الرياضي الصرف، سيتم رصد 140 مليار دولار (110 مليار أورو) ستخصص للبنى التحتية في مجال النقل (مترو ومطارات وطرقات) خلال السنوات الخمس المقبلة، كما سيتم استثمار نحو 20 مليار دولار في القطاع الفندقي، في وقت تتوقع فيه قطر وصول نحو 400 ألف سائح إلى البلاد خلال كأس العالم 2022. * و.م.ع