يرتبط معبر الكركرات بتاريخ 13 نونبر، وهو موعد بارز يؤرخ لحدث غير مسبوق، يتمثل في تحرير المعبر الحدودي من الانفصاليين الذين حاولوا منع الشاحنات الدولية من العبور صوب الجنوب الإفريقي، قبل أن تتدخل القوات المسلحة الملكية في وقت وجيز وتحرر "الطريق الدولية". وقد كان تدخل أفراد الجيش المغربي "دقيقا" و"محكما" في منطقة الكركرات، حيث لم تسجل أي خسائر مادية أو بشرية في صفوف القوات المسلحة الملكية التي طردت موالين لجبهة "البوليساريو" ومليشياتها من المعبر الحدودي. وأقفل المغرب بشكل نهائي العشرة كيلومترات بجدار أمني أنشأته فرق من الهندسة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية بهدف "منع أي دخول للمنطقة مستقبلا". وغادر موالون لجبهة "البوليساريو" معبر الكركرات، فور تحرك الجيش المغربي. وكانت آخر مرة ضبط فيها وجود عناصر الجبهة في المناطق العازلة متزامنة مع تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية في منطقة الكركرات في 13 نونبر من السنة الماضية، حيث اختارت "البوليساريو" التراجع إلى الخلف، في ظل اشتداد المراقبة وتمركز الجيش في الصحراء. ويدرس المغرب إمكانية إنشاء ميناء الكويرة الكبير وإعادة تعمير هذه المنطقة الإستراتيجية الواقعة في أقصى جنوب المملكة، بالنظر إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه في الربط البحري بين الشمال والجنوب ومنطقة الساحل؛ وهو ما من شأنه أن يخفف من المشاكل المرتبطة بهذا المعبر الاقتصادي، والذي سيضم أيضا مشروعا يتعلق بإنشاء منصة لوجيستية. وتعتبر "البوليساريو" المنطقة العازلة الدولية المشمولة بنزع السلاح، وهي المساحة التي تفصل الجدار الدفاعي عن الحدود، "المنطقة التي تم تحريرها تحت سيطرتها. وبالنسبة إلى المغرب، فهي منطقة عازلة، تحت مسؤولية الأممالمتحدة؛ بينما يحاول الانفصاليون السيطرة عليها بفرضِ القوة. وتمتد منطقة الكركرات نحو خمسة كيلومترات في منطقة منزوعة السلاح خالية من أي وجود عسكري، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار 1991 الذي ترعاه الأممالمتحدة. وبعدما فشلت الجبهة في معركة "الثروات" والأممالمتحدة، تحركت العناصر الانفصالية إلى الفعل الميداني العسكري لفرضِ وجودها في المنطقة العازلة.