يعاني الطلبة خريجو الجامعات المغربية من تأخر الحصول على ديبلومات التخرج، ما يحرمهم من عدد من الفرص في مسارهم الدراسي أو ما بعد الدراسة، وفي مقدمتها اجتياز مباريات التوظيف أو متابعة الدراسة في الخارج. وعلى الرغم من أن عملية استخراج الديبلومات أصبحت تتم عن طريق المنظومة الرقمية، إلا أن تسليمها للطلبة ما يزال يتسم بكثير من البطء، دون أن تقدم لهم أي تفسيرات واضحة عندما يستفسرون عن ذلك. وتكتفي الكليات بتسليم شهادة النجاح بالنسبة للطلبة الناجحين، غير أن هذه الشهادة لا تخول لهم التقدم لاجتياز مباريات التوظيف، وقد يمتد انتظار الحصول على ديبلوم التخرج سنة أو أكثر. ويفسر بعض الطلبة هذا التأخير ب"بيروقراطية الإدارة". ويجد الطلبة، خاصة طلبة الماستر، أنفسهم وسط حيرة من أمرهم، ذلك أن منهم من يناقش بحثه منذ شهر ماي ويفترض أن يحصل على الديبلوم في السنة الدراسية نفسها، غير أن ذلك لا يتم في عدد من الكليات، ويضطر الطالب بالتالي إلى الانتظار إلى غاية السنة الدراسية الجامعية الموالية. وفي ظل هذه الوضعية، يجد طلبة الماستر الناجحون أنفسهم قد قضوا ثلاث سنوات للحصول على الديبلوم، عوض سنتين. ولا يضرب هذا التأخر فقط حظوظهم في اجتياز مباريات التوظيف، بل كذلك حظوظهم في إتمام دراساتهم العليا في الخارج. وحسب إفادات طلبة متضررين، فإن الجواب الذي يقدم لهم في شبابيك تسليم الديبلومات بالكليات هو عدم التوصل بنقط الطلبة الناجحين، بسبب الخصاص المسجل في عدد الموظفين المكلفين بهذه العملية، التي يسند جزء كبير منها إلى الطلبة. وأكد محمد بنساسي، رئيس الاتحاد العام لطلبة المغرب، أن الطلبة الجامعيين الخريجين يعانون جراء تأخر حصولهم على ديبلومات التخرج، مبرزا أن مسؤولية هذا التأخر تقع على عاتق رئاسات الجامعات، باعتبارها الجهة التي تؤشر على الديبلومات قبل تسليمها للطلاب. وقال بنساسي، في تصريح لهسبريس، إن تأخر تسليم ديبلومات التخرج للطلبة "غير مبرر، خاصة وأن عدد الخريجين في سلك الماستر يكون محدودا جدا ولا يتطلب استصدار ديبلوماتهم وقتا طويلا"، مبزرا أن حل هذا الإشكال يوجد بيد رؤساء الجامعات الذين يتوصلون بملفات الناجحين من طرف إدارات الكليات. من جهته، قال عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن تأخر تسليم الديبلومات للخريجين، سواء خريجي الجامعات والمعاهد العليا أو خريجي سلك التكوين المهني، "يضيع عليهم كثيرا من الفرص وربما يضيع مستقبلهم، لأنهم يحرمون من اجتياز المباريات أو إتمام دراساتهم العليا". وأضاف زيات، في تصريح لهسبريس، أنه "لا يعقل أن يتم استصدار شهادات الباكالوريا، رغم كثرة عددها، بعد أيام قليلة من اجتياز الامتحانات، في حين تتسم عملية استصدار ديبلومات الدراسات العليا بالبطء"، لافتا إلى أن الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب ستراسل وزير التعليم العالي الجديد بشأن هذا الإشكال من أجل إيجاد حل نهائي له.