تلك الخجولة.. الغامضة.. الواقفة أبدا.. تنظر إليك بطرف خفي.. وتنتظر.. جسد من مرمر.. يبرق.. ويرعد.. ... ويصعق.. تنحني أمامه.. في خشوع.. كل الجدران.. وكل المسافات.. منك ينتزعك.. وأنت راضٍ.. ويقود خطاك إليه.. يسير بك.. وفيك.. ومعك.. بعيدا.. وتسمو به.. عريٌ وديع.. هادئ.. حالم.. يتأمل عريَه.. دون مرآة.. يقتحمك.. دون قصد.. كالإعصار.. ولا تقتحمه.. قوام أهيف.. يصل الأرض بالسماء.. سحر كاماسوتري يسري في يده.. وقد بترها.. وامتزج بلون عينيه.. لسان عذب.. بليغ.. جريء يقول كل تفاصيل الخريطة.. بماء مقدس يغتسل للحب.. وللحياة.. على مرأى.. ومسمع.. من الحياة ومن أجل الحياة.. يمتص.. في نهم.. كل الرحيق.. وفي سخاء نادر يهبه لنحلة.. عابرة.. راقصة.. مجنونة.. فيصير الوجود.. فجأة.. شُهدة.. تطول اللحظة الهشة.. الخفيفة.. الكثيفة.. وتمتد في أزمنة بلا حدود.. وينطلق الغمام في رحلة البحث عنك.. وراء النوارس.. إلى أن تحترق في الشمس.. فتصير نورا.. يسعى إلى المزيد من النور.. يتأهب إله الموت للرحيل.. ويفك الليل الخائف قيوده.. ليتيه في مكان لا يوجد به مكان.. وتنبت أنت.. في النهاية.. كزهرة ليلكٍ.. بين شقوق صخرة.. على منحدر جبل.. يداعب.. منذ زمن بعيد.. أحلام جزيرة بعيدة..