دخل حسن إلى وكالة لشركة الخطوط الملكيّة المغربيّة بواحدة من كبريات شوارع الرباط، تحسّس موضع المال الذي تسلّمه من والدته نظير بطاقة سفر جويّ من الدّار البيضاء إلى باريس، ثمّ ضغط على زرّ آلة تنظّم تذاكرها ترتيب التقدّم نحو المستخدمين الموفرين للخدمات. "مْرْحْبَا، آشْ بَاغِي؟".. كانت هذه هي العبارة التي استرعت انتباه حسن حين وجّهها أحد "التجاريّين"، بطريقة مفتقرة للّباقة المفترضة، نحو سيّدة سبقت نفس الوافد على وكالة "لاَرَام".. فما كان المعطَى إلاّ استهلالا لمفاجأة أكبر. "لقد تمّ رفض تمكيني من بطاقة سفر تمكّن أمّي من الذهاب صوب باريس.. وقد قال مستقبِلي هذا بداعي ضرورة اقتنائي تذكرة إضافيّة للإيَاب.." يورد حسن ضمن تصريح لهسبريس قبل أن يردف: "أتوفّر على تذكرة عودة أرخص بكثير من التسعيرة التي تطلبها الخطوط الملكية المغربيّة، وحتّى إن لم أكن أتوفّر عليها فإنّ لاَرَام لا حقّ لها في اللجوء إلى هذا التعاطي". ذات المعطَى كرّرته هِند خلال حديث مع هسبريس، حيث أوردت الشابّة أنّها وفدت على نفس وكالة شركة الطيران المغربيّة، بقلب شارع محمّد الخامس بالرباط، لابتياع تذاكر رحلات ذهاب.. "تمّت مطالبتي بوجوب اقتناء تذاكر بصيغة ذهاب إيّاب، وأمام رفضي لذلك تمّ رفض توفير ما أطلبه، تماما كما رُفض طلبي بمقابلة مسؤول الوكالة المعنيّة". مستخدم بوكَالة مغايرة ل"لاَرَام"، وهو غير الراغب في نشر هويته، قال لهسبريس إنّ بعض الوكلاء التجاريّين يلجؤون إلى مثل هذه الطريقة في التعاطي لأجل الرفع من رقم المعاملات ضمانا لمردوديّة أكبر.. وزاد: "هناك وكالات لشركة الخطوط الملكية المغربية توفّر مستويات راقية لتعاملاتها مع الزبناء، كما أن سياسة التسويق التي تعتمدها الشركة واضحة من خلال الحجوزات الرقمية التي لا تستلزم ابتياع تذاكر السفر ناقلتين للذهاب والإياب". جدير بالذكر أن كل هذا يواكب تصريحا صحفيا لإدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربيّة الذي حل ضيفا على برنامج "إكليرَاج" ل2M، أعلن عبره ارتفاع حركة نقل المسافرين عبر "لاَرَام" بنسبة 15,5% خلال مدّة الشهر ونصف المستهلّة في الفاتح من غشت. ذات كلام بنهيمة أقرّ بأنّ الشركة التي يتصدّر مسؤوليها "كان من المحتمل أن تسجل خسارة ب20% لو لم يتم اعتماد أساليب جديدة في التسويق، بعيدا عن التواجه المباشر بالوكالات، تتمثل في الحجز عبر الهاتف والإنترنيت.