بسبب الإهمال في الصيانة، تسبّب مصعد مستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان في حادث نجم عنه إصابة أحد الموظفين العاملين بالمستشفى بثلاثة كسور في يده، وتمزّق في شرايين اليد، وبتْر أصبع، عندما كان يهمّ بنقل أحد المرضى نحو الطابق السفلي للمستشفى، غيرَ أنّ المصعد انغلق عندما كان يهمّ بفتحه، وسحبه نحو الأعلى، فتعرضت يده للكسر ثلاث مرّات، وتمزّقت شرايين يده وبُترتْ سبّابته. تَبعاتُ الحادث لم تنتهِ عند هذا الحدّ، فبعد أن فقد جزءا من سبّابته أثناء الحادث، وبعد العملية الجراحية التي خضع لها الموظف عصام مودو، ذو الخامسة والعشرين ربيعا، والذي يشتغل تقنيا مختصّا في الإسعاف الطبّي، يوم 31 غشت الماضي، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء، والتي دامت من الساعة التاسعة ليلا إلى حدود الساعة الرابعة صباحا، خضع لعملية جديدة اليوم الأربعاء بالمصحة ذاتها، قام الطاقم الطبيّ من خلالها ببتْر أصبعه الثاني بالكامل. قبل أن يصل عصام إلى المصحة الخاصّة بالدارالبيضاء، تمّ نقله من طرف إدارة مستشفى سانية الرمل بتطوان، الذي أجريت له فيه عمليّة لرتق الشرايين الممزقة، إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، وهناك، يحكي والده في اتصال مع هسبريس، تعرّض لكلّ أشكال الإهمال، "عندما أدخلوه إلى المستشفى بْقا ولدي مْليُوح وما دّاها فيه حدّ، ناديتُ على الأطباء ولم يهتمّ به أحد، بحالاّ شي حيوان هو اللي تضرب"، يقول والد الضحية، الذي اضطر إلى إخراج ابنه من مستشفى ابن سينا ونقله نحو مصحة خاصة بمدينة الدارالبيضاء، على نفقته الخاصّة، كما سدّدَ مصاريف إجراء العمليتين الجراحيتين، دون أن يتلقى أيّ دعم، سواء مادّي أو معنوي من طرف وزارة الصحة. وإلى حدود كتابة هذه السطور، ما زال عصام مودو لم يستفق من التخدير، بعد أن بَثر الطاقم الطبي الذي اجرى له العملية إبْهامه بشكل كامل، فيما تتنظر عائلته التفاتة من وزارة الصحّة، التي يعمل عصام موظفا بها قبل أن يتعرّض للحادث، بعدَ أكثر من عشرة ايام من الإهمال. وحسب المعطيات المتوفّرة، فإنّ مصعد مستشفى سانية الرمل بتطوان يعرف أعطابا بين الفينة والأخرى منذ أزيد من سنة ونصف، دون أن يتمّ استبداله بمصعد جديد، إلى أن دفع عصام مودو ثمن ذلك، بثلاثة كسور في اليد، وبَتْر إبهامه بالكامل وجزء من سبّابته.