الأم نَعماءُ في الدُّنيا لِتَرحالِ هاجَتْ بقلبي أشجانٌ لِحالٍ أمٌّ أراها ولا تدري بِحالي يا جارةَ النخلِ في قبرٍ بروضٍ طال الثَّواءُ وما عَقلي بِسالٍ يمَّمْتُ شطرَ يَمامٍ إذْ بَدا لي مُستغرِبا لي وما بي مِن خَبالٍ يا هائِمًا قُلْ أمَا تدْري بِقبرٍ في ضَيقهِ مَنْ تسامتْ بالفِضالِ؟ في ظَلمَةٍ وَمضُ نورٍ قد تَراءى للقلبِ بُشرى وكنزٌ مِن دَلالٍ طارَ اليمامُ، تهادَى ثُمَّ أفْضى حَيثُ الغوالِي وقصدٌ مِن سُؤالٍ يا جارةَ الغابِ إنَّا ما نَسَيْنا أمًّا توارتْ كطَيفٍ من خيالٍ كانت لنا نِعمَ درسٍ في الشِّدادِ فيضًا من الحُب ترْنو للْكَمالِ بابا لعلمٍ، ولم تقرأ كِتابا بالحَدس تَهدي إلى رُشد الفِعال كانتْ لنا عُروةً وُثقَى ولمَّا أفْضَت رمَتنا سِهامٌ من فِصالٍ صِرنا وإن ضمَّنا مجلسٌ سُكوتا نُصغي إلى صَمتِها صَمْتَ الجِبالِ ما كان مِن حُنْوِها انفَضَّ طرًّا كالسِّربِ يَفْزَعْ إذا اسْتُطِيرَ بِعالٍ أكرِمْ بها غاليَةً مِن شُموسٍ طُوبى لها في غِيابٍ كالهِلالِ حينَ الَمَشاتي وعاتٍ مِن رِيَّاحٍ نَهفو لدِفءٍ بذِكْرى من خَوالٍ صُوني لنا أمَّهاتٍ يا بِلادي فالأمُّ نَعْماءُ في الدُّنيا لِتَرْحَالِ مستفركي: أكتوبر2021