إذا كانَ في كلِّ الأراضِي نقائضٌ** ففي أرضِنا مِنها، عِياناً، قوارضٌ تُسَمىَّ بأحزابٍ وإن شئْتَ أحزانٍ**تراها ولا تأمَنْ، ففي غابِها عَضٌّ فها هي، ولا تدري أفِي المُنتدى أمرٌ**تنادت له، أم كُلٌّ أمْرٍ لهَا فَضٌّ عِراكٌ ونهْشٌ إذ تراءى لَها وَعْدٌ**فَسِيَّانَ إن كان "الوِزَا"، أوْ هُو اللَّمْظُ إذا أمْطرَتْ حازَت قناطيرَها تِبْرا**وإن شحَّها قَحْطٌ تعالَى لها رَفْضٌ لها كمْ رصيدٍ من صُكوكٍ وغُفرانٍ**لمن رامَ نَعْماءَ، وإنْ ختْمُها هَيْضٌ تراها تُجافِي مَقْدُراتٍ وأكفاءً**بأقوالها زَيفٌ، ومن سُحتِها فيضٌ على صَدْرِها رهْطٌ مِن الصُّحْبِ والقُرْبَى**بأبنائِهم أسْباطِهم، ارثُهُمْ فَرْضٌ مُلوك بتيجانٍ، بلا بيعَةٍ تُجزِي**بأموالِ شعْبٍ، لا نراهَا لَها أيضُ أمِن بَرلمانٍ مُستباحٍ، بِلا فَرْيٍ**تراهُم بلا عِلم، قُعودا بِهِم رَضٌّ يُحاوِلْ بِه أغمارُهم نقْدَ تشريعٍ**وهم لا لهُم عِلم بِه، ولا لَهُمْ بَعضٌ تراهُم يُهَدْهِدْهُمْ نُعاسٌ وأحلامٌ**وإذ تنتهِي أشغالُ جمعٍ، لهم رَكْضٌ تراهم بأزواجٍ وحينا بأبناءٍ**فلا نالَها شعْبٌ، ولا أزْهرَ الرَّوضُ فانْ تذكُروا حِزبا فقولوا هُو الإرْثٌ**وإن كنتُ أستثنِي ففِي ما هُوَ الغيْضُ بهذا تنادَتْ عادِياتٌ بأحزابٍ**بِلا فَضْلِ عِلمٍ، بل بِجهلٍ له فَظٌّ فما حُكم ُمن أهدى صُعودا لأشباهٍ**إلى مِنبَرٍ للرَّأيِ لا ءاتُه حِفْظٌ؟ فان لم يكنْ سِجْنا فَمِنْ جِنسِ حِرمانٍ**لتطهيرِ أرضٍ مِن هَوًى ما لَهُ عِرضٌ فلا كانَتِ الأحزابُ إن لم تكن زَرْعًا**بأوطانِها لا قارِضة ً(لما) تُنبِت الأرضُ