ما بينَ رسوم تستخلصُها الجماعات المحليَّة على الذبَائح دون تأمين مجازر يتوفرُ فيها الحد الأدنى من الشروط الصحيَّة، وغلَاء الأعلاف، مرورًا بترقبِ حالة الموسم الفلَاحي كل عام، بسطَ مهنيُّو اللحوم الحمراء في المغرب، اليوم الثلاثاء، ما يواجهُ القطاع الحيوِي من إشكَالاتٍ تحول دون مضيه قدمًا في تنفيذ العقد البرنامج، الموقع في أبريل 2011، فِي أفق بلوغ استثمار 6 ملايير درهم تساهمُ فيها الدولة بدعم يبلغ 850 مليون درهم. محمد كريمين، رئيس الجمعيَّة الوطنيَّة لمنتجِي اللحوم الحمرَاء، قالَ في لقاءٍ بسلا إنَّ ما تحقق في من تقدم إيجابِي على مستوَى الإنتاج يستتبعُ مواكبةً مماثلة على صعيد الذبح والتسويق وكذَا التصنيع، منبهًا إلى أنَّ غياب تأهيلٍ عاجلٍ للمهنيين من شأنه أن يبددَ الجهود التِي بُذلتْ منذُ 2009. المتحدثُ ذاته زادَ أنَّ الظروف التِي يتمُّ فيها إنتاجُ اللحوم الحمرَاء، في غالبيَّة المجازر بالمغرب، تبقَى دون المقبول بالنظر إلى غيابِ الشروط الصحيَّة في كثير من المجازر التي يفتقر بعضها إلى المَاء، مضيفًا أنَّ مستوَى المجازر البلديَّة، وكذَا القرويَّة، يضَاهِي ما كانت عليه المجازر في فرنسَا قبل أزيد من قرنٍ مضَى، "لَو أنَّ الناس اطلعت على ظروف إنتاج اللحوم لأصيبت بالذهول، ومن الصواب القول إنَّ الرسوم المفروضة من لدن الجماعات على الذبائح تستخلص دون وجه حق" يقول كريمِين. فِي سياقٍ ذِي صلة، ذهبَ كريمِينْ إلى أنَّ هناك حاجةً إلى تأهيل وتحديث 21 سوقًا للماشيَة بأهم مناطق الإنتاج، ودعم مشاريع مندمجة من طرف الخواص تضمن وحدات للتسمين والذبح والتقطيع "لأنَّ غالبيَّة الأسواق تتخبطُ في العشوائيَّة" يقول رئيس الANPVR. إلى ذلك، كشفَت أرقامٌ قدمها مهنيُّو القطاع تسجيل قطاع اللحوم الحمرَاء بالمغرب حجم تعامل ماليّ مهمّ يصلُ إلى 22 مليَار درهم سنويًّا، فضلاً عن ضمانه 1.8 مليون منصب شغل قار، أيْ 40 بالمائة من التشغيل الإجمالِي بالقطاع الفلاحي، وإنْ كان استهلاك المواطن المغربِي من اللحوم الحمرَاء لا يتجاوزُ 12.4 كيلوغرام سنويًّا. جديرٌ بالذكر أنَّ المغرب، الذِي يتوفر على 182 مجزرةً بلديَّة و540 مجزرة قروية مراقبة، ينتجُ حواليْ 439.000 طنٍّ من اللحوم الحمراء، أيْ 97 في المائة من هدف العقد البرنامج الموقع بين الحكومة والفيدرالية التي تقول إنهُ نجحَ حتّى الآن في تحقيق عدة نقاط إيجابية على مستوى تحسين ظروف تسويق الماشية، وإطلاق عددٍ من مشاريع التسمين والتقطيع.