انطلقت تحقيقات الشرطة القضائية في قضية وفاة عبد الوهاب بلفقيه، النائب البرلماني السابق عن دائرة كلميم واد نون، بالاستماع لعائلة الراحل وبعض من أعضاء المجلس الجهوي لكلميم وادنون. ووفقا لمصادر هسبريس، فقد استمعت الشرطة القضائية لعائلة الراحل عبد الوهاب بلفقيه كاملة بمنزله بمدينة كلميم، على امتداد اليومين الماضيين، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. ويحيط عدد من أفراد العائلة الذين تحدث إليهم هسبريس معطيات التحقيق بالتكتم، مؤكدين أن تدبير ملف ملابسات الوفاة انتقل من سلطات مدينة كلميم إلى مصالح حاضرة سيدي إفني. وإلى جانب العائلة، استمعت الشرطة القضائية لعدد من أعضاء مجلس جهة كلميم واد نون؛ يتقدمهم محمد أبودرار، منسق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالجهة نفسها. وأجلت الشرطة الاستماع لأعضاء المجلس يوم أمس الخميس، بعدما توصلوا باستدعاءات من أجل الإدلاء بأقوالهم بخصوص ملابسات اللحظات الأخيرة قبل رحيل الرجل. وإلى جانب محمد أبودرار، استمعت الشرطة القضائية إلى من كانوا في صف الراحل عبد الوهاب بلفقيه؛ ومنهم أعضاء من أحزاب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال والبيئة والتنمية المستدامة. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بكلميم رجح فرضية انتحار عبد الوهاب بلفقيه ببندقية صيد. وشدد بلاغ النيابة العامة على أن الأبحاث في هذا الشأن ما زالت متواصلة، للكشف عن ظروف وملابسات هذا الحادث. وعلى امتداد أسابيع الحملة الانتخابية لاستحقاقات الثامن من شتنبر، وبعد النتائج، شهدت جهة كلميم واد نون صراعات حادة بين عبد الوهاب بلفقيه، المرشح السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، وبين امباركة بوعيدة، مرشحة حزب التجمع الوطني للأحرار. ونال عبد الوهاب بلفقيه 12 مقعدا متصدرا الانتخابات الجهوية، تلته امباركة بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار ب10 مقاعد؛ فيما تفرقت باقي المقاعد على تنظيمات مختلفة. وفي لحظات استعداد بلفقيه لنيل رئاسة الجهة، سحب التزكية منه عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب "البام"، ليقرر اعتزال العمل السياسي بصفة نهائية، ثم يعود مجددا من بوابة التحالف مع محمد أبودرار، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وطوال فترة التنسيق الثنائي، شهدت الجهة مناوشات بين مختلف الأطراف، بداية بجذب وإغراء واحتجاز الأعضاء إلى غاية صباح يوم الثلاثاء 21 شتنبر الجاري (موعد التصويت)، ليأتي خبر إصابة عبد الوهاب بلفقيه بعيار ناري، وبعدها جاء يقين خبر الوفاة.