من السهل العثور عن المغربي الغاضب على وجوده. ذلك المواطن الذي يدعو على بلده بالكوارث الطبيعية، ويتفنن في وصفه للكيفية التي سوف تمحي وطنه من الوجود. بل و الأكثر غرابة أنه لا يستثني نفسه منها. فبفخر واعتزاز تراه يؤكد على تواجده معهم في الصفوف الأولى عندما تحقق أمنيته. فعدم استثناء ذاته دليل واضح على المشاركة في المهزلة الاقتصادية الاجتماعية و الثقافية التي يتخبط فيها المغربي. قد تكون المشاركة الفعلية الناتجة عن سلوك بدأ من المواطن بشكل مباشر. على سبيل المثال، النفاق الاجتماعي اليومي ومنهج "العام زين" الذي لا يمكن أن يغد الطرف عنه إنسان عاقل دون تأنيب الضمير. "الله يعطينا معاهم تسونامي" عبارة لا يمكنك ترجمة مفاهيمها إلى بعض اللغات دون الخروج عن الموضوع، نظرا للفرق في الثقافات والحريات والاقتصاد. هي عبارة تروي مجلدات من السخط و الأحزان العميقة التي تثقل كاهل المواطن المغربي. فحقد المواطن المقهور ماديا و معنويا يصعب حل مشاكله التي تشابكت خيوطها بشكل يدعو إلى قطع الجذور. لن تخرج بفكرة أو بدليل واضح يبرز لك حاجياته. ينتابك شعور أنه قد فات الأوان على استدراكه .وكل ما يحتاجه هو تنفيذ وصاياه الخبيثة. قد يكون الحقد الجماعي لبعضنا البعض عبارة عن اختلاف لم يرحب به من طرف مجتمع انتهت مدة صلاحيته. لكنه لم يتغير لخوفنا من فقدان الهوية المغربية. فالصورة التي يقدمها المغاربة للأجانب تحمل في طياتها دروسا حول إكرام الضيف التي وجبت على الدول المتقدمة أن تستمدها و تعمل بمضمونها. لكن،قد يشتم بعض الضيوف رائحة الكراهية لبعضنا البعض. لتترامى صورة القرد المبتهج لزواره والسلسلة التي تربط عنقه بشدة. فالقرد لا يبتسم، إنما هي حركات لكسب القوت فقط. لكن، بعد مرور الأيام، وأحيانا ما هي إلا ساعات قليلة حتى يتلفظ ذلك المتذمر بعبارة الحمد لله فتنقلب موازين اللعبة ليصبح مبتهجا و فخورا بانتمائه إلى بلد يزخر بكفاءات في الإجرام الإلكتروني أو باستثناءات المخترعين القلائل الذين لم تمول ابتكاراتهم محليا لضعف في الموارد المالية أو عدم استيعابها فكريا من طرف بعض المسئولين، والتي قد تمكنه من تغييرحال وطنه المؤسف. تشاؤم نابع عن رغبة في أخذ صورة تذكارية للحالة النفسية للمواطن المغربي. قد نشفى من أخطائنا كاليابانيين في يوم من الأيام و نبتسم لتلك الصورة المضحكة التي كنا عليها. [email protected]