يعتبر الكثير من المراقبين "أميناتا توريه"، التي أعلن الرئيس السنغالي، ماكي صال، أمس الإثنين، عن تعيينها رئيسة للوزراء، بمثابة "المرأة الحديدية" في بلادها. "أميناتا توريه"، صاحبة ال50 عاماً، قادت بنجاح خلال توليها منصب وزيرة العدل على مدار 17 شهراً، العديد من قضايا مكافحة الفساد المتعلقة بمسؤولين سابقين من نظام الرئيس السابق،عبد الله واد، الذي حكم البلاد ما بين عامي 2000 و2012، والذين اتهموا باختلاس مليارات الدولارات من المال العام. وتنتمي "توريه" لحزب "التحالف من أجل الجمهورية" ،الذي يقوده ماكي صال، وتعتبر من شخصيات الحزب التي تحظي بثقة كبيرة لدي الرئيس. وتعتبر قضية كريم واد، نجل الرئيس السابق، الذي شغل منصب وزير الدولة للتعاون الدولي والتنمية الإقليمية والنقل الجوي والبنية التحتية في حكومة والده، أبرز قضايا الفساد التي خاضتها "توريه" خلال وجودها في مبنى العدل، حيث أمرت المحكمة بالقبض على كريم - الذي كان يوصف بأنه خليفة محتمل لوالده في الرئاسة - بعد أن فشلت في الكشف عن مصادر ثروته التي تقدر بنحو بليون دولار من الأصول. بجانب ذلك، قادت ما تسمى ب"المرأة الحديدية" في السنغال معركة قضائية ضد عدد من الزعماء السابقين من الحزب الديمقراطي السنغالي، الذي يتزعمه عبد الله واد، بينهم زوجها السابق، عمر سار، الذي كان قد شغل منصب وزير الإسكان والتعمير خلال حكومة واد؛ وذلك بتهمة سوء إدارة الأموال العامة. تعاملت "توريه" أيضاً مع قضايا وصفت ب"الصعبة"، أبرزها قضية اعتقال وسجن الشيخ "بيتيو تيوني"، وهو شخصية دينية مؤثرة، بتهمة التواطؤ في جريمة قتل، وذلك قبل أن يتم إطلاق سراحه فيما بعد لأسباب صحية. كما قادت قضية اعتقال ومحاكمة حسين هابري، الرئيس التشادي السابق، الذي لجأ إلى السنغال عام 1990، واعتقلته الشرطة السنغالية يوم 30 يونيو/حزيران الماضي؛ بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتعذيب في بلاده إبان فترة حكمه. ويتردد أن حبري سيحاكم أمام محكمة دولية في السنغال، شكلت بموجب قانون خاص أقره البرلمان السنغالي عام 2012. وبخوضها في تلك القضايا المتعلقة بمكافحة الفساد، نالت رئيسة الوزراء الجديدة، وثاني رئيسة للوزراء، إعجاب المواطنين في بلادها. وفي أول تصريح لها، عقب توليها المنصب الجديد، قالت توريه أمس الأحد: "قبلت هذا المنصب الذي عرضه الرئيس بكل تواضع، وملتزمة بتسريع الإجراءات اللازمة التي وعد بها الرئيس سال خلال حملته الإنتخابية عام 2012، وخاصة المتعلقة بتحسين الظروف المعيشية للشعب السنغالي". "توريه"، التي تركت منصبها في صندوق الأممالمتحدة للسكان، من أجل الانضمام إلى فريق حملة الرئيس سال، لعبت دوراً مهماً في انتخابه رئيساً للبلاد العام الماضي. ويعتبر خفض تكاليف المعيشة، وخلق فرص العمل في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة بشكل مزمن، من أبرز التحديات التي تواجه "المرأة الحديدية" في السنغال. وكان الرئيس السنغالي ماكي صال، وعلى نحو مفاجئ، أقال رئيس وزرائه عبدول أمباي، أمس، بعد نحو عام ونصف من اختياره لهذا المنصب. وتتهم وسائل إعلام محلية حكومة أمباي المقالة بالفشل في معالجة المشاكل الحقيقية التي تواجه المواطن السنغالي كالغلاء والبطالة والفيضانات. كما تتهم أمباي بمساعدة الرئيس التشادي السابق حسين هابري، الذي يحاكم حاليا بالسنغال على جرائم تتعلق بالإبادة، على إخفاء أمواله بالسنغال أيام كان الأول يتولى إدارة أحد المصارف، وهو ما ينفيه أمباي. *وكالة الأناضول