من المرتقب أن تنطلق الجولة الثّانية من مشاورات تشكيل الأغلبية الحكومية خلال الأسبوع الجاري، ويقودها عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المكلف، من خلال استقباله أمناء الأحزاب السياسية، لاسيما قيادة حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، اللذين وضعا قدميهما في الحكومة المقبلة. وبعد توقّف دام خمسة أيّام من المرتقب أن تنطلق مشاورات توزيع الحقائب الوزارية خلال الأسبوع الجاري. وتحدثت جريدة هسبريس إلى قياديين بارزين داخل حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، أكدا أن "رئيس الحكومة لم يبرمج إلى حدود اللحظة أيّ لقاء للتشاور حول الصيغة الرسمية والنهائية لتشكيل الأغلبية". ويعيش المشهد السياسي العام في المغرب على وقع انتظار ما ستفرزه الجلسات التشاورية المقبلة، التي ستهم بالأساس توزيع الحقائب الوزارية؛ كما لا يعرف إلى حدود الساعة متى ستتم دعوة أمناء الأحزاب السياسية. وأمام رئيس الحكومة المكلف، عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، وقت كاف لتدبير ملف المشاورات الحكومية مع باقي الفرقاء السياسيين، لاسيما أن الجلسة المخصصة لانتخابه على رأس المجلس الجماعي لمدينة أكادير مقرّرة في 24 شتنبر. وتواصلت جريدة هسبريس مع قياديين داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، وأكد لها مصدر مقرب من أخنوش أنه "إلى حدود اللحظة ليس هناك موعد محدد". ولا يُعرف ما إذا كان رئيس الحكومة المعين سيستقبل الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، خاصة بعدما عبّر الأخير عن رغبته في الدخول إلى الحكومة المقبلة. وكان واضحا من خلال تصريحات زعماء الأحزاب السياسية التي حضرت مشاورات تشكيل الأغلبية الحكومية أن الائتلاف الأغلبي لن يخرج عن دائرة الأحزاب الثلاثة الأولى، وهي "الأحرار" والأصالة والمعاصرة والاستقلال، إذ أكد عبد اللطيف وهبي مباشرة بعد لقاء أخنوش أنه تلقى إشارات جد إيجابية، كما ذهب بعيدا في طرحه بالقول خلال اجتماع البرلمانيين الذين كسبوا الانتخابات إن الأصالة والمعاصرة تجاوز صراع المواقع مع "الأحرار"، وهي إشارة بليغة تبيّن أن "الجرار" سيكون في الائتلاف الحكومي المقبل. ويقول عبد اللطيف وهبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنه "من حقّ الاتحاد الاشتراكي أن يرافع ويتشبث من أجل الدخول إلى الحكومة"، وزاد بخصوص جديد المشاورات الحكومية: "مكاين والو". وربط إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قرار مشاركة حزبه في الحكومة المقبلة بطبيعة العرض السياسي الذي سيقدمه رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الأغلبية، عزيز أخنوش. وكانت جريدة الاتحاد الاشتراكي، لسان حال "حزب الوردة"، قد وجهت، في عددها الصادر الخميس، انتقادات لاذعة لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي ضمن مكانه ضمن التحالف الحكومي، إذ ذكرت افتتاحيتها: "القراءة البسيطة لمجريات ما بعد الاقتراع، في الديمقراطيات العريقة، تكشف أن الحزب الذي يطمح إلى القيادة السياسية بواسطة الانتخابات، يُسقط طموحه في هذا الباب عندما يرتبه الرأي العام في الصف الثاني، لاسيما عندما يكون قد اختار حليفه السياسي، ورافع ضد الفائز في الانتخابات.. قبل فوزه". وتفسيرًا لما ورد في افتتاحية جريدة "الاتحاد الاشتراكي" من انتقادات قوية ضد "البام"، يشرح عضو قيادي في "حزب الوردة"، في تصريح سابق لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "حزب الأصالة والمعاصرة اعترض على وجود الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة"، مشددا على أن "الاتحاد أولى بدخول الحكومة المقبلة من الأصالة والمعاصرة"، وفق تعبيره.