لازالت حروب الدولة مستمرة ضد حملات التبشير التي تستهدف ساكنة المناطق القروية بالمغرب العميق، و قد كانت آخر جولاتها ببلدة عين عائشة، التابعة ترابيا لنفوذ عمالة إقليمتاونات. أعوان الإدارة الترابية المعينة، وبمواكبة من قائد المنطقة، رصدوا بالمنطقة تحركات شاب، في ثلاثينيات العمر ويقطن بعين عائشة منذ سنتين، هذا قبل مداهمة مسكنه بعد تنسيق مع النيابة العامّة ومن ثمّ حجز ما ينيف عن 30 كتابا تتحدّث عن النصرانية وتدعو لاعتناقها. قائد عين عائشة، وبصفته ضابطا للشرطة القضائيَّة، أقدم على إنجاز محضر استماع للمشتبه فيه، ومضمونه عرف تقديم اعتراف أوّلي بلقاءات كانت تضمّه لمبشّرين ناشطين بكل من مكناس والنّاظور والرباط.. وقد أحيل الشاب الموقوف لسرية الدرك الملكي بتاونات تفعيلا لمسطرة الحراسة النظريّة. جدير بالذكر أنّ عددا من الحملات التي تقودها وزارة الدّاخليّة، عبر مصالحها الخارجيّة، كانت تفضي سابقا لإعلانات عن توقيف مبشّرين بالنصرانيّة وسط مناطق الأطلس الوعرة، حيث كان يتمّ الاكتفاء بترحيل "المبشّرين الأجانب"، إلاّ أنّ هذا المستجدّ المرصود بعين عائشة يقرّ بامتداد ذات الأنشطة المجرّمة بنصوص القانون الجنائي المغربيّ صوب قبائل "جبالة" من بوابتها الجنوبية الشرقيّة.